وغضبه لله ضد هشام بن عبد الملك:
  وله # مقامات مع هشام قبل قيامه؛ منها ما رواه السيد أبو طالب # [١٨٠] يرفعه إلى سعيد بن خثيم عن أخيه معمر قال: قال زيد بن علي @: كنت أماري هشام بن عبد الملك وأكابده في الكلام، فدخلت عليه يوماً فذكر بني أمية، فقال: هم أشد قريش أركاناً، وأشد قريش مكاناً، وأشد قريش سلطاناً، وأكثر قريش أعواناً، كانوا رؤوس قريش في جاهليتها، وملوكهم في إسلامها.
  فقلت: على مَنْ تفتخر؟! على هاشم؛ أول من أطعم الطعام، وضرب الهام، وخضعت له قريش بإرغام؟ أم على عبد المطلب سيد مضر جميعاً، وإن قلت: معد كلها صدقت، إذا ركب مشوا، وإذا انتعل احتفوا، وإذا تكلم سكتوا، وكان يطعم الوحش في رؤوس الجبال، والطير والسباع والإنس في السهل، حافر زمزم، وساقي الحجيج، وربيع العمرتين(١)؟ أم على بَنِيه أشرف رجال؟ أم على سيد ولد آدم رسول الله ÷، حمله الله على البراق، وجعل الجنَّة بيمينه، والنار بشماله، فمن تبعه دخل الجنَّة، ومن تأخر عنه دخل النار، أم على أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب أخي رسول الله ÷، وابن عمه الْمُفَرِّج الكرب عنه، وأول من قال: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله ÷) بعد رسول الله ÷، لم يبارزه فارس قط إلا قتله، وقال فيه رسول الله ÷ ما لم يقله في أحد من أصحابه، ولا لأحدٍ من أهل بيته؟ فاحمرّ وجهه وسكت(٢).
(١) شبهه بالربيع لما ينال الناس منه من الخير، وأراد بالعمرتين الحج والعمرة تغليباً. تمت من مولانا الإمام الحجة مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى، (حاشية في الشافي ١/ ٤٩٥).
(٢) ورواه أبو العباس في المصابيح ١٦٨، والأمير الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين (خ) وفي الشافي ج ١/ ٤٩٥، والسيد حميدان في مجموعه (ص ٥٧) عن الشافي.