كيفية بداية الدولة العباسية:
  حال عبد الله بن عباس مع أمير المؤمنين علي # فظاهر مشهور وفي جميع الصحائف مسطور.
  الثانية: أن الخلافة حق خاص بعترة النبي ÷ حسب ما تفيده الأدلة المتكاثرة المتظاهرة المشهورة والمتواترة، كحديث الثقلين، والمنزلة، والغدير، ولا تقدموهم، وغيره كثير في السنة، وهذا بالإضافة إلى ما تفيده الأدلة القرآنية وتشير إليه كآية التطهير، والمودة، والمباهلة، والولاية، وغير ذلك.
  ٢ - البغي على أعراض أهل البيت وأجسادهم ودمائهم، فقد أسرف بنو العباس في ذلك وأكثروا، فلو ذهبْتَ تحصي قتلى أبي جعفر المنصور الذين قتلهم من أهل البيت $ في أيامه خاصة لزادت أعداد قتلاه على أعداد قتلى بني أمية جميعاً منذ عهد معاوية ويزيد إلى آخر ملوك بني أمية (مروان الحمار).
= لمّا تُوفّي رسول الله ÷، قال العبّاس: يا عليّ؛ قُمْ حتَّى أُبايعك ومَن حضر؛ فإنّ هذا الأمر إذا كان لم يُردّ مثلُه والأمر في أيْدينا: فقال عليّ: وأحَدٌ؟ - يعني يطمع فيه غيرُنا - فقال العبّاس: أظنّ والله سيكون! فلمّا بويع لأبي بكرٍ ورجعوا إلى المسجد فسمع عليّ التكبير، فقال: ما هذا؟ فقال العبّاس: هذا ما دعوتُك إليه فأبَيتَ عَلَيَّ! فقال عَلِيٌّ: أيكون هذا؟ فقال العبّاس: ما رُدّ مِثْلُ هذا قطّ! ... الخ اهـ. وأورده المقريزي بلفظه في رسائله (ص ٥٠) عن ابن سعد، ومثله أورده البلاذري في أنساب الأشراف (١/ ٥٨٣) ورواه عبد الرزاق الصنعاني في كتابه «الأمالي في آثار الصحابة» (ص ٢٦) حيث قال: لما مات النبي ÷ جاء العباس إلى علي فقال: تعال أبايعك فإذا قيل عم رسول الله صلى الله عليه بايع ابن عم رسول الله ÷ لم يختلف عليك اثنان، قال: فقال له علي: (مَا كُنْتُ لِأَفْتَئِتُ عَلَى النَّاسِ بِأَمْرٍ إِنْ أَرَادُونِي فَقَدْ عَرَفُوا مَكَانِي). اهـ. وذكره الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية (صـ ٢٢)، محتجاً به في أن البيعة تنعقد ولو بواحد حيث قال: وَقَالَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى: تَنْعَقِدُ بِوَاحِدٍ؛ لِأَنَّ الْعَبَّاسَ قَالَ لِعَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: اُمْدُدْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ ÷ بَايَعَ ابْنَ عَمِّهِ، فَلَا يَخْتَلِفُ عَلَيْكَ اثْنَانِ ... اهـ.