شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

(المأمون) عبد الله بن هارون (الغوي) (ت 218 هـ)

صفحة 262 - الجزء 1

  ثماني عشرة ومائتين، وكان مؤثراً للذات على رأي سلفه، روى ذلك الطبري وغيره من أهل التواريخ، ورواه أهل السير⁣(⁣١)؛ إلا أنه كان سديد الرأي كامل الحزم، ولما عرض على القاضي أحمد بن أبي دؤاد ويحيى بن أكثم الشراب فامتنعا، قال⁣(⁣٢):

  إن كنتما لا تشربان معي ... خوف المعاد شربتها وحدي

  وقال في الخمر مازحاً، والكفر يقع في المزاح⁣(⁣٣):

  هذه الممنوع منها ... وأنا المحتج عنها

  ما لها تحرم في الدنـ ... ـيا وفي الجنة منها

  ولما دخل عليه طاهر بن الحسين وهو يشرب سَلَّم، فرد المأمون #،


= طرسوس، ودفن بها، اهـ معجم البلدان (١/ ٣٦١). وتقع الآن في الجنوب الأوسط من تركيا.

(١) انظر تاريخ الطبري (٨/ ٦٠٧) كتاب بغداد (١٤٠) الفرج بعد الشدة للتنوخي (٣/ ٣٤٧) ربيع الأبرار للزمخشري (٢/ ٤٢١) من ذلك ما ذكره في كتاب الأغاني لأبي الفرج (١٠/ ٣٧٧): كان عبد اللّه بن موسى الهادي معربدا، وكان قد أحفظ المأمون مما يعربد عليه إذا شرب معه. فأمر بأن يحبس في منزله فلا يخرج منه؛ وأقعد على بابه حرسا. ثم تذمّم من ذلك فأظهر له الرّضا وصرف الحرس عن بابه، ثم نادمه فعربد عليه أيضا وكلّمه بكلام أحفظه. وكان عبد اللّه مغرما بالصّيد، فأمر المأمون خادما من خواصّ خدمه يقال له «حسين» فسمّه في درّاج وهو بمرسى أباد، فدعا عبد اللّه بالعشاء، فأتاه حسين بذلك الدّرّاج فأكله. فلما أحسّ بالسمّ ركب في الليل وقال لأصحابه: هو آخر ما تروني. اهـ وانظر أخبار المغنين في عهد المأمون في كتاب بغداد (١٧٢).

(٢) العقد الفريد (٧/ ١٩٢) إلا أنه لم يذكر أحمد بن دؤاد ويحيى بن أكثم وذكر غيرهما، وكتاب التشبيهات لابن أبي عون (٨٦) وأصل البيتين لأبي نواس. اهـ وقد ذكر في مروج الذهب (٣/ ٤٣٤) للمأمون مع يحيى بن أكثم مواقف أشنع من هذا، وأنه رخص له في أمور كثيرة وما كان يحيى بن أكثم يرمى به ..

(٣) البيتين لأبي نواس ولعل المأمون تمثل بهما. انظر ديوان أبي نواس (٨٩٠).