شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[القائمون من العترة أيام المتوكل وضحاياه]

صفحة 296 - الجزء 1

  ولما نُعي عبد الله بن موسى وأحمد بن عيسى للمتوكل اغتبط بوفاتهما وسُرَّ، وكان يخافهما خوفاً شديداً، ويحذر حركتهما؛ لما يعلمه من فضلهما، واستنصار الشيعة الزيدية بهما، وطاعتها لهما لو أرادوا الخروج عليه، فلما ماتا اطمأن وأمن، فما لبث بعدهما إلا أسبوعاً حتى قُتِل⁣(⁣١).

  وفي أيام المتوكل مات نجم آل الرسول الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن $ في مواراته عن السلطان، وفي مواراته كان يدعو إلى الله ويطوف في البلدان، فلم تسعفه الأيام بتحقيق ما أراد من الجهاد والنهوض بأعباء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

  وكان للمتوكل بصيرة في ألوان عذاب العباد، ومن ذلك أنه كان له تنور ضيقة لا يتمكن المعذَّب من القعود فيها، وكانت فيها مسامير⁣(⁣٢).

  ومن ذلك منعُ المعذَّب من النوم، فكان يأمر بمساهرة المعذب فمتى أخذته عينُهُ نُخِس بالحديد⁣(⁣٣).

  وبذينك العذابين عذب المتوكلُ عليَّ بن محمّد الزيات⁣(⁣٤)، وكان من عمال العبّاسيين الكبار، وأحد رجال دولتهم، وسلك في المصادرة مسلك من تقدمه،


= تنقض عراه عروة عروة، فأنتَ أشدّ على الإسلام ضرراً. اهـ. وذكر ذلك أبو الفرج في مقاتل الطالبيين (٤٩٨) توفي سنة (٢٤٧ هـ).

(١) مقاتل الطالبيين (٥٠١) وكان قتل المتوكل على يد ولده المنتصر.

(٢) تاريخ دمشق (٦٦٨٠) (٥٤/ ١٤٢).

(٣) البداية والنهاية (١٠/ ٣٤٢).

(٤) هكذا في الشافي، وفي كتب التاريخ كتاريخ الطبري واليعقوبي والمنتظم والبداية والنهاية أن اسمه: محمد بن عبد الملك الزيات.