[علوي البصرة والخارجون في أيام المهتدي]
  بالبصرة علي بن محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، ولسنا نذكر شيئاً من أمره؛ لأنا لم نرض طريقته وإن كان - والحمد لله - أفضل من أفاضلهم بكثير؛ لأنه كان يقتل على الكبائر، ويقول من قطع فريضةً من فرائض الله كفر، ويقتلُ في شرب الخمر وفي كل معصية، وقد نال منهم منالاً عظيماً فأحصيت القتلى من جند بني العباس في أيامه مائتي ألف قتيل وخمسين ألف قتيل، وكان للنصف من شوال سنة ست وخمسين ومائتين قيامه في نخيل البصرة بأمر ضعيف، فكان قويّاً بعد ذلك، وأقام ست عشرة سنة، فملك البصرة والأهواز والأيلة وواسط.
  وممن خرج في أيام المهتدي علي(١) بن زيد بن الحسين بن عيسى بن زيد بن
(١) قال في المقاتل (٥٢٨): فممن خرج في هذه الايام: علي بن زيد بن الحسين بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وأمه بنت القاسم بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب. كان خروجه بالكوفة، بايعه نفر من عوامها وأعرابها. ولم يكن للزيدية وأهل الفضل والوجوه فيه هوى، ورأيت من شاهده منهم ذامين لمذهبه. فوجه إليه المهتدي الشاة بن الميكال في عسكر ضخم، وذلك قبل خروج الناجم بالبصرة. فحدثني علي بن سليمان الكوفي، قال: قال لي أبي: كنا مع علي بن زيد ونحن زهاء مائتي فارس نازلين ناحية من سواد الكوفة، وقد بلغنا خبر الشاة بن الميكال ونحن معه نجيون، فقال لنا علي بن زيد: إن القوم لا يريدون غيري، فاذهبوا، أنتم في حل من بيعتي، فقلنا: لا والله، لا نفعل هذا أبدا، فأقمنا معه، ووافانا الشاة في جيش عظيم لا يطاق، فدخلنا من رعبه أمر عظيم. فلما رأى ما لحقنا من الجزع قال لنا: اثبتوا وانظروا ما أصنع، فثبتنا وانتضى سيفه، ثم قنع فرسه وحمل في وسطهم يضربهم يميناً وشمالاً، فأفرجوا له حتى صار خلفهم وعلا على تلعة فلوح إلينا، ثم حمل من خلفهم فأفرجوا له حتى عاد إلى موقعه، ثم قال لنا: ما تجزعون من مثل هؤلاء. ثم حمل ثانية ففعل مثل ذلك وعاد إلينا، وحمل الثالثة وحملنا معه، فهزمناهم أقبح هزيمة، فكانت هذه قصته، إلا أن أهل الكوفة لم يخفوا معه لما لحقهم في أيام يحيى بن عمر من القتل والأسر. اهـ. =