تواطؤ علماء السوء مع سلاطين الجور
  إلياس(١)، والموصل وديار ربيعة وبكر ومضر في أيدي بني حمدان(٢)، والأهواز وواسط والبصرة في يدي البريدي(٣)، واليمامة والبحرين في يد أبي طاهر
= قزوين عاونوا أصحاب السلطان، فقتلوا منهم عِدَّةً، فكانت لهم بعد هزيمة هارون بن غريب مع الديلم حروب، وسار إليهم أسفار بن شيرويه، فأتى على خَلْق عظيم بها، وملك القلعة التي في وسط قزوين، وتدعى بالفارسية: كشوين، وهو الحصن الذي كان للمدينة أولًا في نهاية المنَعَة، مما كانت الفرس جعلته ثغراً بإزاء الديلم وشحنته بالرجال، لأن الديلم والجيل - مذ كانوا - لم ينقادوا إلى ملة، ولا استحبوا شرعاً ثم جاء الإسلام، وفتح الله على المسلمين البلاد، فجعلت قزوين للديلم ثغراً هي وغيرها، مما أطاف ببلاد الديلم والجيل، وقصدها المطوعة والغزاة، فرابطوا وغزوا ونفروا منها، إلى أن كان من أمر الحسن بن علي العَلوي الداعي، الأطروش، وإسلام من ذكرنا من ملوك الجيل والديلم على يديه ما تقدم ذكره في صدر هذا الباب من خبره، والآن فقد فسدت مذاهبهم وتغيرت آراؤهم، وألحد أكثرهم، وقد كان قبل ذلك جماعة من ملوك الديلم ورؤسائهم يدخلون في الإسلام، وينصرون من ظهر ببلاد طبرستان من آل أبي طالب مثل الحسن ومحمد ابني زيد الحسني ... الخ ما ذكره من أخبار أشفار بن شيرويه.
(١) محمد بن إلياس هو رجل من الصغد من أصحاب نصر بن أحمد الساماني، خرج واستولى على كرمان سنة (٣٢٢ هـ) حتى بلغ اصطخر، وقعت بينه وبين بني بويه وقعات توفي سنة (٣٥٦ هـ)، انظر الكامل (٧/ ١٦).
(٢) الدولة الحمدانية (٢٩٢ - ٤٠٤ هـ) تقدم ذكرهم في حاشية سابقة منقولة من مروج الذهب (٤/ ٢٧٦).
(٣) البريدي، ومنهم من يسميه اليزيدي، قال الصفدي في الوافي بالوفيات (٨/ ٧٥): أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق أَبُو عبد الله اليزيدي من أهل الْبَصْرَة، كَانَ من ذَوي الْيَسَار مَعَ قُوَّة نفس وتهور وإقدام، ولي الوزارة للراضي بِاللَّه ... ثمّ عزل وَكَانَت مُدَّة وزارته سنة وَاحِدَة وَأَرْبَعَة أشهر وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا، ثمَّ ولي الوزارة للمتقي لله، فَأَقَامَ بالحضرة مشوّشاً عَلَيْهِ أمره ثمَّ اخْتلف عَلَيْهِ الْجند وحاربوه وكسروه فانحدر مُنْهَزِمًا إِلَى وَاسِط، وَكَانَت مُدَّة هَذِه الوزارة أَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا، ثمَّ ولي الوزارة للمتقي مرّة ثَانِيَة وَهُوَ بواسط ونفذت إِلَيْهِ الْخلْع واستخلف لَهُ بالحضرة أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن يحيى بن شيرزاد ثمَّ عزل وَكَانَت مُدَّة وزارته خَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا، ثمَّ إِنَّه جمع العساكر واستنجد بعماد الدولة أبي الْحسن عَليّ بن بويه الديلمي على التغلب على =