تواطؤ علماء السوء مع سلاطين الجور
  بغداد استولى عليها منه البويهيون وخلعوا الخليفة المستكفي وولوا المطيع(١) (٢).
  ***
(١) قال في مروج الذهب (٤/ ٢٧٧): وبويع المطيع للَّه - وهو أبو القاسم الفضل بن جعفر المقتدر - لسبع بقين من شعبان سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقيل: إنه بويع في جمادى الأولى من هذه السنة، وغلَب على الأمر ابن بُوَيْه الديلمي، والمطيع في يده لا أمر له ولا نهي، ولا خلافة تعرف، ولا وزارة تذكر، وقد كان أبو جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد يدبر الأمر بحضرة الديلمي، قَيِّما بأمر الوزارة برسم الكتابة، ولم يخاطَب بالوزارة إلى أن استأمن الحسين بن عبد الله بن حَمْدان إلى الجانب الغربي، وخرج معه عند خروجه إلى ناحية الموصل، إلى أن اتهمه بتغريته الأتراك عليه، فسمل عينيه ... الخ.
(٢) قال المؤرخ ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ (٧/ ٥٣): وبطلت الدواوين من ذلك الوقت [أي وقت الراضي بن المقتدر حين استولى ابن رائق على العراق (وبطلت الوزارة)، فلم يكن الوزير ينظر في شيء من الأمور، إنما كان ابن رائق وكاتبه ينظران في الأمور جميعها، وكذلك كل من تولى إمرة الأمراء بعده، وصارت الأموال تحمل إلى خزائنهم فيتصرفون فيها كما يريدون، ويطلقون للخليفة ما يريدون، وبطلت بيوت الأموال، وتغلب أصحاب الأطراف، وزالت عنهم الطاعة، ولم يبق للخليفة غير بغداد وأعمالها، والحكم في جميعها لابن رائق ليس للخليفة حكم. وأما باقي الأطراف فكانت البصرة في يد ابن رائق، وخوزستان في يد البريدي. وفارس في يد عماد الدولة بن بويه. وكرمان في يد أبي علي محمد بن إلياس. والري وأصبهان في يد ركن الدولة بن بويه ويد وشمكير أخي مرداويج يتنازعان عليها، والموصل وديار بكر ومضر وربيعة في يد بني حمدان، ومصر والشام في يد محمد بن طغج. والمغرب وإفريقية في يد أبي القاسم القائم بأمر الله بن المهدي العلوي، وهو الثاني منهم، ويلقب بأمير المؤمنين، والأندلس في يد عبد الرحمن بن محمد الملقب بالناصر الأموي، وخراسان وما وراء النهر في يد نصر بن أحمد الساماني. وطبرستان وجرجان في يد الديلم. والبحرين واليمامة في يد أبي طاهر القرمطي. اهـ.