شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مرتكزات المذاهب المنحرفة عن الإسلام:

صفحة 362 - الجزء 1

  والأجناد وأمراء النواحي من العرب والعجم والترك، ولم يبقَ للخلفاء العباسيين إلاَّ تلك السمات البارزة للخلافة العريقة وهي إدمان شرب الخمر، ومجالس اللهو المعمورة بآلات العزف والرَّقص والغناء، والجواري والغلمان، وارتكاب فواحش العصيان.

  ولم يبق لهم من الخلافة إلاَّ ذلك وكذا اسم الخلافة وأمير المؤمنين والألقاب عاطلةً عن أي معنى تحمله هذه الأسماء سوى ما ذكرنا من اللهو والمجون.

  أما الإسلام والمسلمون فقد باد وبادوا منذ زمان بعيد، وأكل عليهم الدهر وشرب.

مرتكزات المذاهب المنحرفة عن الإسلام:

  أما العلماء المعاصرون لأولئك الخلفاء وعوام تلك الفترات فنقول: إن الرّعيَّة على دين الرَّاعي، ولن يتجاوزوا قول الشاعر:

  إذا كان ربُّ البيت بالدُّف ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم الرَّقصُ

  غير أن السلف الأول في عهد معاوية فما بعده كان قد أبدع للخلفاء ورعاياها إسلاماً مسايراً للخلافة الإسلامية الجديدة، خالياً عن العراقيل، في غاية السماحة مع الخلفاء والرعايا، لا يتصادم مع الأهواء واللذات من مفاهيم ذلك الإسلام الجديد: «من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن سرق وإن زنى»، «شفاعتي لأهل الكبائر من أمَّتي»⁣(⁣١)، و «أطع الأمير وإن جلد ظهرك»⁣(⁣٢)، بالإضافة إلى تبرير عظائم


(١) سبق تخريج الحديثين.

(٢) ذكره في السنة لابن أبي عاصم (١٠٢٦) (٢/ ٤٩٢) بلفظ: «اسْمَعْ وَأَطِعْ، فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ، وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ». اهـ وذكره =