مرتكزات المذاهب المنحرفة عن الإسلام:
  المجرمين وكبائر الظالمين والفاسقين بالقضاء والقدر، ومشيئة الله وإرادته.
  فتهاونوا من أجل ذلك بشرائع الإسلام ركوناً إلى تلك العقائد الأموية، وحاربوا كل من يشكك فيها أو ينتقدها أو يكذبها، وسارعوا إليه بالأذى، وأصدروا ضدَّه أقسى الأحكام بحجة أنه زنديق، أو رافضي، أو قدري يشكك في الإسلام، أو أنه يسب السلف الصالح، فمضت على ذلك القرون والأجيال، وتتابعت الأمم والملوك.
  وما زال هذا المذهب الأمويُّ إلى يومنا هذا هو المسيطر في بلاد المسلمين، ولا شك أن هذا المذهب الأمويّ لا يستند إلى شيءٍ من الأدلة، اللَّهُمَّ إلَّا موافقته للأهواء ودواعي الغرور.
  أما استدلالهم بأنه مذهب السلف والخلف ومذهب الجمّ الغفير من علماء الأُمَّة على طول التاريخ فنقول في الجواب:
  الكثرة ليست بدليل، وقد قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ: ١٣]، {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}[ص: ٢٤]، {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسف: ١٠٣]، {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ
= بزيادة في: صحيح ابن حبان (٤٥٦٣) (١٠/ ٤٢٦)، كنز العمال (١٤٣٧٣) (٥/ ٧٨١)، وفي جامع الأحاديث (١٣/ ٣٣٦) قال: ١٣٢٥٠ - «سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال شياطين في جثمان إنسان»، قال حذيفة: كيف أصنع إن أدركني ذلك؟ قال: «اسمع وأطع للأمير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك» (ابن سعد عن حذيفة). أخرجه أيضًا: مسلم (٣/ ١٤٧٦، رقم ١٨٤٧)، والطبراني في الأوسط (٣/ ١٩٠، رقم ٢٨٩٣)، والحاكم (٤/ ٥٤٧، رقم ٨٥٣٣). اهـ.