شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الأول: (المتقي) إبراهيم بن المقتدر (ت 333 هـ):

صفحة 368 - الجزء 1

  ووصل أبو الحسين البريدي إلى بغداد، وملك أصحابه دار السلطان، وهرب المتقي وابنه وابن رائق إلى الموصل فتجور⁣(⁣١) ببني حمدان، فقتلوا ابن رائق واعتلوا بأنه أراد الإيقاع بالمتقي⁣(⁣٢)، وصار تدبير الملك إلى الحسين بن حمدان، ولَقَّبه المتقي


= راجِعُونَ. اهـ وعزاه في الهامش إلى: تاريخ سنّي ملوك الأرض ١٤٧، ٤٨، العيون والحدائق ج ٤ ق ٢/ ١٨٠، ١٨١، (حوادث سنة ٣٣٤ هـ.)، تجارب الأمم ٢/ ٩٥، عيون الأخبار وفنون الآثار، السبع الخامس ١٩٣.اهـ. وقال في الكامل (٧/ ١٠٣): وغلت الأسعار، فبيع كر الحنطة بثلاثمائة وستة عشر دينارا، والخبز الخشكوار رطلين بقيراطين صحيح أميري. اهـ.

(١) أي دخل في جوارهم ليُؤَمِّنوه.

(٢) تجارب الأمم (٦/ ٥٩)، وقال في الكامل (٧/ ١٠٤): كان المتقي لله قد أنفذ إلى ناصر الدولة بن حمدان يستمده على البريديين، فأرسل أخاه سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان نجدة له في جيش كثيف، فلقي المتقي وابن رائق بتكريت قد انهزما، فخدم سيف الدولة للمتقي خدمة عظيمة، وسار معه إلى الموصل، ففارقها ناصر الدولة إلى الجانب الشرقي، وتوجه نحو معلثايا، وترددت الرسل بينه وبين ابن رائق، حتى تعاهدا واتفقا، فحضر ناصر الدولة ونزل على دجلة بالجانب الشرقي .... ، فلما أرادوا الانصراف من عنده ركب ابن المتقي، وأراد ابن رائق الركوب، فقال له ناصر الدولة: تقيم اليوم عندي لنتحدث فيما نفعله، فاعتذر ابن رائق بابن المتقي، فألح عليه ابن حمدان، فاستراب به، وجذب كمه من يده فقطعه، وأراد الركوب فشب به الفرس فسقط، فصاح ابن حمدان بأصحابه: اقتلوه. فقتلوه، وألقوه في دجلة. وأرسل ابن حمدان إلى المتقي يقول: إنه علم أن ابن رائق أراد أن يغتاله، ففعل به ما فعل، فرد عليه المتقي ردا جميلا، وأمره بالمسير إليه، فسار ابن حمدان إلى المتقي لله، فخلع عليه، ولقبه «ناصر الدولة»، وجعله أمير الأمراء، وذلك مستهل شعبان، وخلع على أخيه أبي الحسين علي، ولقبه سيف الدولة. وكان قتل ابن رائق يوم الاثنين لتسع بقين من رجب (سنة ٣٣٠ هـ).

وابن رائق هو محمد بن رائق، أبو بكر: أمير، من الدهاة الشجعان. له شعر وأدب. كان أبوه من مماليك المعتضد العباسي، وولي محمد شرطة بغداد للمقتدر (سنة ٣١٧) ثم إمارة واسط والبصرة. وولاه الراضي إمرة الأمراء والخراج ببغداد (سنة ٣٢٤) وأمر أن يخطب له على المنابر. ثم قلده طريق الفرات وديار مضر التي هي حران والرها وما جاورهما وجند قنسرين =