الرابع: (الطائع) عبد الكريم بن المطيع (ت 381 هـ)
  من جملتها كما في الكامل [٧/ ٤٤٣](١):
  من بعدما كان ربُّ الملك مبتسماً ... إليَّ أدنوه في النجوى ويدنيني
  أمسيت أرحم من قد كنت أغبطه ... لقد تقارب بين العز والهون
  ومنظرٍ كان بالسراء يضحكني ... يا قرب ما عاد بالضراء يبكيني
  هيهات أغتر بالسلطان ثانية ... قد ضل ولَّاج أبواب السلاطين
  وتوفي الطائع سنة ٣٩٣ هـ وقد سُمِلت عيناه بعد أن أشهد على نفسه بالخلع، وقطعت قطعة من إحدى أُذنيه، ثم سلمه بهاء الدولة إلى الخليفة الجديد الملقب بـ (القادر بالله)، فتقدم هذا الخليفة الجديد بجدع أنف الطائع، فقطع يسيراً من جانب أنفه مع ما كان قطع أولاً من أُذنه(٢).
= النصب في عمر؟ فقال له الرضي: بُغْضُ علي؛ فعجب السيرافي والحاضرون من حدة خاطره. وذُكر أنه تلقن القرآن بعد أن دخل في السن فحفظه في مدة يسيرة. وصنف كتاباً في معاني القرآن الكريم يتعذر وجود مثله، دَلَّ على توسعه في علم النحو واللغة، وصنف كتاباً في مجازات القرآن فجاء نادراً في بابه؛ ... وتوفي بكرة يوم الأحد سادس المحرم - وقيل صفر - سنة ست وأربعمائة ببغداد، ودفن في داره بخط مسجد الأنباريين بالكرخ، وقد خربت الدار ودرس القبر. ومضى أخوه المرتضى أبو القاسم إلى مشهد موسى بن جعفر لأنه لم يستطع أن ينظر إلى تابوته ودَفْنِهِ، وصلى عليه الوزير فخر الملك في الدار مع جماعة كثيرة، ¦. انتهى.
(١) ذكرها ضمن قصيدة طويلة في: تجارب الأمم (١/ ٢٤١)، دواوين الشعر العربي برقم (١٠٣٩٧) أولها:
لَوَاعِجُ الشَّوْقِ تُخْطِيهِمْ وتُصْمِينِي ... وَاللّوْمُ في الحُبّ يَنهاهُمْ وَيُغْرِينِي
(٢) شذرات الذهب (٤/ ٤٩٩) وانظر (سير أعلام النبلاء ١٥/ ١٢٦)، الوافي بالوفيات (١٩/ ٥٩) فوات الوفيات (٢/ ٣٧٥) تاريخ بغداد (١١/ ٧٩).