الخامس: (المسترشد) الفضل بن المستظهر (ت 529 هـ)
الخامس: (المسترشد) الفضل بن المستظهر (ت ٥٢٩ هـ)
  المسترشد بالله هو أبو المنصور الفضل بن المستظهر، بويع له في الليلة التي توفي فيها والده، وهي ليلة الخميس لست ليالٍ بقين من شهر ربيع الآخر سنة ٥١٢ هـ.
  وقد كان هذا الخليفة على شاكلة من تقدمه من الخلفاء في ارتكاب المحرمات والانهماك في اللذات.
  وقُتِل المسترشد بـ (أذربيجان)، يوم الخميس السادس عشر من شهر ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وذلك بعد أن أسره السلطان مسعود(١) في معركة
= الْموضع ببلادنا لبنينا عَلَيْهِ قلعة، فبناها السُّلْطَان وتواردت عَلَيْهَا النواب حَتَّى ملكهَا الباطنية وَعظم ضررهم بِسَبَبِهَا، كَانَ يُقَال قلعة يدل عَلَيْهَا كلب وَيُشِير بهَا كَافِر لَا بُدَّ وَأَن يكون آخرهَا إِلَى شَرّ، وملكوا قلعة ألموت في نواحي (قزوين) أرسل بعض مُلُوك الديلم عقَاباً فَنزل على مَوضِع ألموت فَرَأَىهُ حصيناً فبناه قلعة وسماها الراموت مَعْنَاهُ بِلِسَان الديلم تَعْلِيم الْعقَاب وَذَلِكَ الْموضع وَمَا يجاوره يُسمى طالقان، وَكَانَ الْحسن بن الصَّباح شهماً مهندساً حيسوباً ساحراً، وَطَاف الْبِلَاد ثمَّ استغوى أهل ألموت وَملكه، وملكوا أَيْضا قلعة طبس وقهستان، ثمَّ قلعة رستمكوه قرب أبهر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ثمَّ قلعة خالنجان على خَمْسَة فراسخ من أصفهان، ثمَّ قلعة أردهن ملكهَا أَبُو الْفتُوح ابْن أُخْت الْحسن بن الصَّباح، وملكوه قلعة كرد كوه وقلعة الطنبور وقلعة حلاوخان بَين فَارس وخوزستان، وامتدوا إِلَى اغتيال الأكابر فَعظم صيتهم وخافهم النَّاس فتتبعهم بركيا روق وَقتل كل من عرف مِنْهُم. اهـ. وانظر تاريخ الإسلام للذهبي (ج ٣٤/ ٢٨) والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم (١٧/ ٦٢).
(١) السلطان مسعود: أبو الفتح مسعود بن محمد بم ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي، الملقب غياث الدين، أحد ملوك السلجوقية المشاهير .... ثم انتقلت الأحوال وتقلبت بمسعود المذكور واستقل بالسلطنة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة (٥١٨ هـ)، ودخل بغداد، واستوزر شرف الدين أنو شروان بن خالد القاشاني الذي كان وزير المسترشد، .... إلى قوله: وقتل من الأمراء الأكابر خلقاً كثيراً، ومن جملة من قتل الخليفتان المسترشد بالله والراشد ... وهو الذي =