شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

شرح بلاغي

صفحة 37 - الجزء 1

  ١ - تعجب آخر معطوف على الأول بالواو مع إعادة لامِ الجرِّ، إشعاراً بأن المعطوف على انفراده منشأٌ للعَجَب وباعثٌ عليه.

  ٢ - العطف هنا بالواو للتفسير، فيكون المعطوف حينئذٍ هو الباعث الوحيد للتعجب، والفائدة البيانية من ذلك هي: جَرُّ أُذُنِ السامع وإعدادها للتلقي وذلك عند سماع المجمل، فإذا أُلقِيَ إليها التفسير والتفصيل أصغت إليه إصغاء قبول ووعي.

  ٣ - التنكير في «أمة» للتحقير.

  ٤ - وقوله: «مهتوكة الستر» - صفة للأمة - جاءت هنا للذَّمِّ؛ فالتحقير - حينئذٍ - قد أردف بتحقير آخر.

  ٥ - «مهتوكة الستر» كناية عن ظهور العورة، وظهور العورة استعارة عن اقتراف المآثم، وهذه الاستعارة ضمنية، اقتضاها الكلام. فيكون هذا التعبير قد اشتمل على بلاغة الكناية، استتبعها بلاغة الاستعارة.

  وهذا البيت بكلا شطريه - مع ما ذكرنا - قد استجمع مقومات البلاغة واكتنفها من جميع جوانبها؛ فألفاظه سَلِسَةٌ عَذْبَةٌ مأنُوسَةُ الاستعمال مفهومة المعنى، خاليةٌ عن التنافر والغرابة والتعقيد، جاريةٌ على القوانين العربية.

  وبعدُ، فإن ما ذكرنا من أسرار البلاغة في هذا البيت قد جاء على حسب ما يستدعيه الواقع، ويتطلبه المقام من غير إفراط ولا تفريط.

  ***