شرح بلاغي
  ٢ - آلُ النَّبِيِّ وَمَنْ يُتَابِعُهُمْ ... يَتَجَرَّعُونَ مَرَارَةَ الضُّرّ
  البيت جملة استئنافية في جواب سؤال مقدر عن سبب تعجب الناظم لهذا ترك العطف.
  (آل النبي): مبتدأ. وجملة (يتجرعون): خبر المبتدأ. ولهذا التركيب أسرار وفوائد عند علماء البلاغة والبيان:
  أ - إضافة (آل) لـ (النبي) تفيد تعظيم الآل، فيتبع ذلك تعظيم الخبر الذي هو جملة «يتجرعون»؛ وذلك أن الذنب يختلف في الكبر والصغر والعظم باختلاف مواقعه.
  ب - الجملة الاسمية تفيد أنَّ كون الضر بأهل البيت وأتباعهم مستمر في جميع الأزمنة من غير توقف ولا انقطاع.
  جـ - أنَّ لحوق الضرر أمر مؤكَّد لا شبهة فيه، وذلك من تكرار الإسناد (آل النبي، يتجرعون).
  د - أنَّ التجرع يتكرر ويتجدد مرة بعد مرة، وجرعة بعد جرعة، وذلك من الفعل المضارع.
  هـ - أنَّ الضر النازل بأهل البيت $ وأتباعهم قد بلغ من الثقل والشدة عليهم إلى غايةٍ بعيدةٍ، وذلك من زيادة «التاء» وتضعيف «الراء» في المضارع (يتجرعون).
  و - في ذلك التركيب استعارة مكنية واستعارة تخييلية، في قوله: (يَتَجَرَّعُونَ مَرَارَةَ الضُّرِّ). وفائدة ذلك: تصوير المعقول في صورة المحسوس، وفيه من توضيح المعنى وتبيينه ما لا يخفى.
  هذا، ومن المناسب أن نذكر ما يحضرنا في هذا المقام من أسرار البلاغة في البيت الثالث