شرح بلاغي
  فانظر إلى هذه الفوائد العارضة التي أشارت إليها الإضافة ما أروعها! وفي هذه التي ذكرنا دلالة على ما ذكرنا أوَّلاً من أنَّ هذا الشطر قد كان بيانا للشطر الأول، ومفيداً للتوضيح والبيان والتفصيل؛ وذلك أن الشطر الأول أفاد أن الأمة علمت وما عملت، وهذا الشطر جاء فيه ما ذكرنا بياناً لذلك.
  ٣ - تقديم المفعولين (لِنَبِيِّهَا في أَهْلِهِ)، يفيد معاني شريفة هي:
  أ - أن الأمة قد صدر ما صدر منها على سبيل القصد والعمد.
  ب - أن ظلم الأمة وأذيتها لأهل البيت $ أذية للنبي ÷ وإساءة إليه أولاً وبالذات.
  جـ - أن الأمة قد خَصَّتْ بذلك النبي ÷، وتوجهت بقبيح صنيعها إليه ÷، دون غيره.
  د - وهذا بالإضافة إلى ما تقتضيه هذه الفوائد من التوبيخ والتقبيح والتجهيل للأمة كما لا يخفى.
  هذا واللام في قوله: (لِنبيِّها) هي لام التقوية، زيدت في المفعول لضعف العامل بتقديم مفعوله عليه.
  وقوله: (في أهله): «في» هنا تفيد أن الإزراء بأهل البيت $ إزراء عظيم. في القاموس: زَرَى عليه: عابه، مثل أزرى به، غير أن أزرى قليل. وبناء على هذا فالأحسن في البيت أن تقرأ لفظة «تَزري» في البيت بفتح التاء.
  وقد ضمنت (تزْرِي) معنى فعل آخر يتعدى بنفسه، فيقدر تؤذي، وبذلك يتضاعف المعنى مع قلة اللفظ، فيكون في الكلام إيجاز القصر.