شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

شرح بلاغي

صفحة 43 - الجزء 1

  نعم، ما ذكرنا من أنواع البلاغة وأسرار البيان في هذه الأبيات قد كان على قدر ما توصلنا إليه، وعلى حسب ما فهمه الذوق القاصر، وإنما ذكرنا ذلك عِلْماً مِنَّا بأن ناظمها شيخنا الإمام الحجة المولى مجد الدين المؤيدي - أيده الله - قد قصدها واعتبرها وأرادها؛ وذلك أنه - أيده الله - قاموس البلاغة والبيان، وسابق الأمة في ذلك الميدان، والمحيط بدقائق أنواع العلوم، وهو الكامل في جميعها وجمعها، {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}⁣[البقرة ٢٦٩]، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}⁣[الحديد ٢١].

  ولا أقول: إنَّي - فيما لَحَظْتُهُ في هذه الأبيات من أسرار البلاغة وأنواع البيان - قد جئت بكل ما تحمله من ذلك، وكتبت كلَّ ما اعتبره ناظمها رفع الله قدره، ولا أدعي ذلك، فلعلَّ ما فاتني منها أكثر مما عرفت، ونرجو أن ندرك بتوفيق الله شيئاً مما فات.

  واعلم أخي المطلع أنه قد ذكر مولانا الإمام الحجة # في هذا البيت عنواناً يستدعي كثير تفصيل، ولعلنا نذكر شيئاً من ذلك فيما يأتي - إن شاء الله تعالى -، غير أنا نذكر هنا على سبيل الإجمال ما يكون كالشرح لهذا البيت، فنقول وبالله التوفيق:

  مما لا شك فيه بين الأمة أن النبي ÷ أوصى الأمة في أهل بيته خصوصاً وعموماً، كما في حديث الكساء، و «فاطمة بضعة مني ..»، وحديث المنزلة، وخبر الغدير، و «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنَّة»، وحديث الثقلين، و «... أحبُّوا أهل بيتي لحبِّي»، إلى غير ذلك مما ورد في الصحيحين، وغيرهما من كتب