شرح بلاغي
  المحدثين ودواوين السنة عند كل فرقة من الفرق الإسلامية والمذاهب المختلفة، كل هذا تأكيد لما جاء في القرآن، كآية التطهير، وآية المودة، وآية المباهلة، و ... إلخ.
  وقد أراد الرسول الكريم ÷ بهذه الوصايا وهذا البلاغ بيان مكانة أهل البيت المطهرين والحقوق الواجبة لهم على هذه الأمة، ولزوم اتباعهم والاهتداء بأنوارهم والتمسك بمنهاجهم، والتوضيح لهذه الأمة أنهم هم الذين سيقومون مقامه بعد موته، ويسدُّون الفراغ الذي ستجده الأمة بعد موته، وأنهم هم الذين يتحلون بصفات الكمال التي كان ÷ يتحلى بها، وأنه يجب لهم على الأمة مثل ما كان يجب له ÷.
  وكل هذا بلَّغه إليهم النبي ÷، وسمعوه منه، ووعوه، وصحَّ به الحديث عن النبي ÷، ورواه أهل الصحاح.
  غير أنها تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن! فلم تعمل الأمة(١) بوصية نبيها
(١) والمراد الأكثر أو الأغلب من الأمة الذين بغضوا أهل البيت $ ولم يحفظوا وصية الله فيهم كما بينته في أول هذا الشرح وكما سيأتي فافهم هذا القيد واستعمله في جميع الإطلاقات التي ترد عليك في هذا الكتاب. تمت مؤلفاً.
قلت: ويدل على هذا وأن سيدي الشارح حفظه الله لم يرد إلا من نصب العداوة لأهل البيت $ وارتكب الجرائم سواء كان من الصحابة أو ممن بعدهم - ما زبره في المبحث الآتي بعنوان (نماذج أخبار عن رجال من هذه الأمة)؛ لأنه - حفظه الله - ذو صدر رحب وقلب وسيع سموح يتأول للمخطئ مهما وجد للتأويل مجالاً كما أشار إلى ذلك ص ٨٩، وليكن ببالك أخي المطلع ما قاله الناظم مولانا الإمام الحجة مجد الدين المؤيدي # في هامش نسخته على قوله: (يا أمة علمت وما عملت): وليس المقصود كل الأمة وإنما المقصود المناصبون لأهل البيت $ كما هو معلوم. تمت من ديوان الحكمة ص (١٤).