شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

شرح بلاغي

صفحة 45 - الجزء 1

  ÷ مع علمها بهذه الوصية، بل أعرضت عنها كل الإعراض، بل تجاوزت إلى ظلم أهل بيت النبي ÷، والأذية لهم، والتصغير لشأنهم، والازدراء بهم بعد ما سمعت ورأت وعلمت، وهذه كلها حقائق تاريخية ثابتة مشهورة ومتواترة.

  ***

  ٤ - أَضْحَى كِتَابُ اللهِ مُطَّرَحًا ... وَتَرَكْتُمُ الْمَقْرُونَ بِالذِّكْر

  - الجملة الأولى مستأنفة استئنافاً بيانيّاً من الجملة قبلها في البيت السابق؛ فلهذا ترك العطف.

  - الجملة الثانية معطوف عليها، والعطف بالواو هنا في أحسن مواقعه؛ لوجود المناسبة الكاملة بين أجزاء الجملتين، فالترك والاطراح يكاد أن يكونا بمعنى واحد.

  - و «كتاب الله» و «المقرون بالذكر» شيئان متلازمان دِيناً وشرعاً؛ لقوله ÷: «علي مع القرآن، والقرآن مع علي»، و «إنَّي تارك فيكم ...» الخبر.

  - إضافة الكتاب إلى لفظ الجلالة تفيد تعظيم شأن الكتاب إلى غاية من العظم بعيدة. ويفيد مع ذلك تعظيم قبح اطِّرَاح الكتاب؛ وذلك أن القبيح يعظم قبحه ويتزايد في الفحش إذا وقع على شيء عظيم، وكما قلنا سابقاً فإن ذلك يختلف باختلاف مواقعه.

  - الجملة اسمية، فتفيد أن الاطراح صفة ثابته للكتاب على الاستمرار والدوام.

  فإن قيل: كيف تجعلونها اسمية وهي مصدرة بفعل وهو «أضحى»؟

  قلنا: «أضحى» ليس مسنداً ولا مسنداً إليه، وإنما جيء به للتقييد.

  - صيغة «مُطَّرَحاً» تفيد أن اطِّراحَ الأمةِ لكتاب الله قد كان أمراً مُتَعَمَّداً، تعمدته الأمة وتكلفته، وتوجهت إليه وقصدته، وهذا هو السر في عدول شيخنا الناظم - حفظه الله - إلى هذه الصيغة بدلاً عن الأصل الذي هو «مطروحاً».