شرح بلاغي
  هذا، ولنكتف بهذه الأمثلة الثلاثة؛ إذ ليس الغرض هنا إلَّا الإشارة الإجمالية، ولعلَّنا نذكر شيئاً من ذلك فيما يأتي عند ذكر ما يناسبه.
  أما العنوان الثاني الذي اشتمل عليه البيت، فهو ترك الأمة لعلي # ولأهل بيته $، فنقول: إن ترك الأمة له # ولأهل بيته $ يتمثل فيما يأتي:
  إبعاده # عن منصة الخلافة مع ورود النصوص الصحيحة باستحقاقه لها، وأيضاً قد كان # هو الجدير بها؛ لقرابته من رسول الله ÷، ولسابقته في الإسلام، فهو # أسبقهم إلى الإسلام على الإطلاق، ثم لجهاده مع رسول الله ÷ وعلمه، وإلى آخر ما كان يتحلى به من الفضائل التي لم يسبقه إليها سابق ولا يلحقه فيها لاحق.
  وهذا، بالإضافة إلى ما تقتضيه أعراف البشر من الأولين والآخرين من أن القريب أحق بتراث الميت من البعيد، وقد أشار الله تعالى إلى تقرير هذه السنة البشرية في قوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ}[الأحزاب ٦].
  وعلى هذا مضت سنة الله تعالى في أمم الأنبياء السابقين، يتبين صحة ذلك في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}[آل عمران ٣٣ - ٣٤]، وقد قال تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً}[الإسراء ٧٧].
  فعلى هذا يجب أن يكون آل نبينا محمد ÷ صفوة الله وخيرته، وذوي الملك