شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

اعتماد بعض رواة الحديث على مبغضي الإمام علي #

صفحة 73 - الجزء 1

  أنه كان يحرس خشبة زيد بن علي لما صلب»، «روى عنه الناس، وهو تابعي ثقة، وهو الذي قتل الحسين» ونحوها من العبارات القاسية، التي جعلت بعض المنصفين منهم يتعجبون غاية العجب لمثل هذا التعامل من رجال الجرح والتعديل المأمونين في ذلك حسب زعمهم، إلا أن العصبية والتقليد الأعمى ربما جرهم إلى مستنقع أولئك الذين تعجبوا منهم، كما قال ابن حجر العسقلاني في كتابه المشهور (تهذيب التهذيب) [٨/ ٤٥٨] الذي هو عمدة جميعهم ما لفظه: وقد كنت استشكل توثيقهم - أي عامة المحدثين من أهل السنة - الناصبي غالبًا وتوهينهم الشيعة مطلقاً؛ ولا سيما أن عليّاً ورد في حقه: «لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلى منافق» اهـ.

  ثم حاول ابن حجر - وهو أعلمهم على الإطلاق - أن يجيب على هذه الشبهة وهذا الاستفسار فجاء بما لا يفيد⁣(⁣١)، وأنَّى له بالجواب، وقد نطق النبي ÷ في


(١) حيث قال ابن حجر في تتمة كلامه المذكور في الأصل ما لفظه: ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب؛ وهو كونه نَصَرَ النبي ÷، لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض، والحب بعكسه، وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالباً، والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم، فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي، أو أنه إله، تعالى الله عن إفكهم، والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار، وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه، وبالعكس فكذا يقال في حق علي، وأيضاً فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة، بخلاف من يوصف بالرفض، فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الإخبار، والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن علياً ¥ قتل عثمان أو كان أعان عليه، فكان بغضهم له ديانة بزعمهم، ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي، انتهى كلام ابن حجر.

قال ابن عقيل ¦ في الرد على ذلك: ليس الأمر كما ظهر له، ودعواه التقييد وذكره السبب مما لا دليل عليه ... ،

=