اعتماد بعض رواة الحديث على مبغضي الإمام علي #
=
والدعاوى ما لم تقيموا عليها ... بينات أبناؤها أدعياء
والصواب إن شاء الله تعالى إن بغض علي # لا يصدر من مؤمن أبداً؛ لأنه ملازم للنفاق، وحبه لا يتم من منافق أبداً؛ لأنه ملازم للإيمان، فتقييد الشيخ بُغْضَ علي الدال على النفاق بأنه الذي يكون سببه نصره للنبي ÷ خطأ وغفلة ظاهرة؛ لأنه يلزم منه إلغاء كلام المعصوم بتخصيصه عليّاً بهذا؛ لأن البغض لأجل نصر النبي (÷) كفر بواح؛ سواء كان المبغض بسببه عليّاً # أو غيره، مسلماً كان أو كافراً، حيواناً أو جماداً ..... ولو أن آخَرَ أبغض كلباً من أجل حراسته للنبي ÷ أو حماراً من أجل حمله إياه أو الغار من أجل ستره له عن المشركين لكان كافراً بذلك اتفاقاً! فما هي إذاً فائدة تخصيص علي # بالذكر فيما يعم المسلم والكافر، والحيوان والجماد؟ فتقييد الشيخ إلغاءٌ وإهدارٌ لكلام المعصوم وإبطال له.
والحق إن شاء الله تعالى إن حُبَّ علي # مطلقاً علامةً لرسوخ الإيمان في قلب المحب، وبغضه علامةَ وجود النفاق فيه خصوصية فيه كما هي في أخيه النبي (صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما). ويؤيد هذا قوله تعالى {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} وقول النبي ÷: «علي مني وأنا من علي ...» الحديث، وما يشابه هذا ..
ثم قال الشيخ | «لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بالعكس». اهـ.
وأقول: ليس هذا من هذا الباب، فإن عليّاً # لم يسئ إلى أحدٍ من مبغضيه، ومَنْ قَتَلَهُ عليٌّ من آباء مبغضيه وقراباتهم فإنما قتله الحقُّ، ونفَّذَ فيه علي # أمر الله ﷻ، وأمر رسول الله ÷ فهو في قتله لهم محسن، مستحق لشكر أولئك الذين أبغضوه.
ولو جاز بغضه على ذلك أو عذرناهم في بغضهم له لذلك لكان لمنافقي قريش وأشباههم عذر في بغضهم النبي ÷ لقتله صناديدهم؛ ولا قائل بذلك، كيف لا وربنا سبحانه وتعالى يقول: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٦٥}[النساء] نعم لو وجد في قلب ضعيف الإيمان شيء لا يملكه من نفسه ولا يستطيع دفعه فقد يعذر فيه إذا عمل بخلافه واستغفر، ولم يظهر منه شيئاً، وحاول دفعه بكل ما في وسعه، وهذا شأنه شأن ما يلقيه الشيطان في الأنفس من الوسوسة في الخالق عز شأنه. أما عقد القلب على بغض علي # وثبوت ذلك البغض فيه فلا يكون مطلقاً إلا في منافق قطعاً، ولعنة الله على الكاذبين. وإذا انضم إلى البغض سبٌّ أو تنقيصٌ =