اعتماد بعض رواة الحديث على مبغضي الإمام علي #
  يَقُولُونَ: صَحَّحْنَا الْحَدِيثَ بجهدنا ... وَمَا صَحَّ ذَا، وَالإِفْكُ عَيْبٌ وَمَأْثَمُ
  وَكَيْفَ وَمَا عَابُوهُ مِنْ صُنْعِ غَيْرِهِمْ ... أَتَوْه عَيَانًا؟ كَيْفَ يُخْفَى وَيُكْتَمُ؟
  فَقَدْ سَلَكُوا كُلَّ الَّذِي يَنْقمُونَهُ ... بِحَقٍّ وَغَيْرِ الْحَقِّ وَاللَّهُ يَحْكُمُ
  شُذُوذًا وَإِرْسَالًا وَضَعْفًا وَعِلَّةً ... وَجَرْحًا صَرِيحًا وَالْجَهَالَةُ فِيهمُ
  أَيُفْلِحُ قَوْمٌ مِنْ ثِقَاتِ رُوَاتِهِمْ ... مُعَاوِيَةٌ عَمْرٌو وَمَرْوَانُ مِنْهمُ
  كَذَا الأَشْعَرِيُّ وَالْمُغِيرَةُ وَالَّذِي ... حَكَى فِسْقَهُ نَصُّ الكِتَابِ(١) الْمُقَدَّمُ
(١) هو الوليد بن عقبة، وقد حكى القرآن الكريم فسقه في آيتين: الأولى منهما: في قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا}[السجدة ١٨]، فإنَّه المقصود بالفاسق.
قال الحافظ السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٣٤١) ط: (دار الكتب العلمية)، في الكلام على هذه الآية الكريمة: أخرج أبو الفرج الأصفهانيُّ في كتاب الأغاني، والواحديُّ، وابنُ عَديٍّ، وابنُ مردويه، والخطيبُ، وابنُ عساكر من طرقٍ عن ابن عباس ®. قال: قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب ¥: أنا أحدُّ منك سنانًا، وأَبسط منك لسانًا، وأَملأُ للكتيبة منك. فقال له علي #: اسكت فإنما أنت فاسق، فنَزلت: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ}، يعني بالمؤمن: عليًّا، وبالفاسق: الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
وأخرج ابنُ اسحاقَ، وابنُ جرير، عن عطاء بن يسار، قال: نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وساق في السبب، إلى أن قال: وأخرج ابنُ أبي حاتم عن السدي ¥ مثله. إلى أن قال: وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس ® في قوله: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا}، قال: أمَّا المؤمن فعلي بن أبي طالب #، وأما الفاسق فعقبة بن أبي معيط، وذلك لسباب كان بينهما فانزل الله ذلك. انتهى. ودونك تفاسير القوم لتعرف جليَّة الأمر. انظر الكشاف (٣/ ٤٩٩) ط: (دار الكتب العلمية)، وتفسير ابن جرير الطبري (١٠/ ٢٤٤)، وتفسير القرطبي (١٤/ ٩٨)، وتفسير ابن كثير (٣/ ٧٣٦)، وتفسير الشوكاني (٤/ ٣١٧)، وغيرها كثير. وقد قَوَّى الذهبيُّ إسناده في السير (٤/ ٤٩٦) ط: (دار الفكر). وانظر أيضًا: لباب النقول في أسباب النُّزول للسيوطي =