اعتماد بعض رواة الحديث على مبغضي الإمام علي #
  وَقَاتِلُ سِبْطِ الْمُصْطَفَى مِنْ عُدُولِهِمْ(١) ... وَمَادِحُ أَشْقَاهَا ابنُ حِطَّانَ مُكْرَمُ(٢)
  أَبَى اللَّهُ وَالْإِسْلَامُ وَالْعِلْمُ وَالتُّقَى ... وَقُرْبَى رَسُولِ اللّهِ نَقْبَلُ عَنْهُمُ
  فَهَلْ تُهْمَةٌ فِي الدِّينِ إنْ لَمْ تَكُنْ بِهِمْ؟ ... وَمَا الجَرْحُ إنْ كَانُوا عُدولًا وَهُمْ هُمُ؟
  قُلِ الحَقّ يَا هَذَا وَإِنْ رَغِمَتْ لَهُ ... أُنُوفٌ لَعْمر اللَّهِ لَسْنَا نُسَلِّمُ
  وَقُلْ لِلدَّعَاوَى الفَارِغَاتِ وَأَهْلِهَا ... هَلُمَّ إِلَى البُرْهَانِ فَالْحَقُّ أَقْوَمُ
  وما أجزل هذا الكلام العظيم وما أعظم وقعه في قلوب من بقي فيه مثقال ذرة من إنصافٍ، وخوفٍ من المعاد، والسؤال بين يدي رب العباد، فهو جدير بأن يشرح
= (ص/١٧٠) ط: (دار إحياء العلوم).
والآية الثانية: في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ...}، فإنَّ الوليد بنَ عقبة هذا هو المراد بالفاسق، كما نصَّ على ذلك كبار المفسرين وكثير من الحفاظ والمحدثين، وعلماء السير والتواريخ. قال المحدث الكبير ابن عبد البر في الاستيعاب (٤/ ١٥٥٣): لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمتُ أنَّ قوله ø {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ}، نزلت في الوليد بن عقبة. انتهى. وذكره عنه الحافظان المزي في تهذيب الكمال (٧/ ٤٧٨) رقم الترجمة (٧٣١٨)، وابنُ حجر في تهذيب التهذيب (١١/ ١٢٥) رقم (٧٧٦٣)، ولم يعترضاه بشيءٍ. وانظر في ذلك تفسير الطبري، والقرطبي، وابن كثير، وابن الخطيب الرازي، والشوكاني، وغيرهم، بل قال ابن كثير: وقد ذكر كثيرٌ من المفسرين أنَّ هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، حين بعثه رسول الله ÷ على صدقات بني المصطلق. انتهى. وقال الشوكاني: وقد رويت روايات كثيرة متفقة على أنه سبب نزول الآية، وأنه المراد بها، وإن اختلفت القصص. انتهى. وانظر أيضًا تفسير السيوطي المسمى الدر المنثور فلقد أطنب في تخريج هذه الآية الكريمة وبيان سبب نزولها، وأنها في الوليد بن عقبة.
(١) عمر بن سعد بن أبي وقاص.
(٢) عِمْرَان بن حِطَّان الذي مَدَح أشقى الآخرين عبد الرحمن بن ملجم وقد تقدم ذكر رواياته في كتب أهل السنة.