اعتماد بعض رواة الحديث على مبغضي الإمام علي #
  في مؤلفات، وتبسط فيه الأمثلة على صنيع القوم في عشرات المصنفات.
  نعم، ولمعرفة الزيدية لهذا المنهج الأموي الذي بُنيت عليه بعض كتب الحديث فإنهم لم يلتفتوا إليها، ولم يقيموا لها وزناً، بل أعرضوا عنها غاية الإعراض - إلا ما كان متواتراً أو مجمعاً عليه أو موافقاً لشيء من نصوص القرآن المحكم، أو السنة الصحيحة - يرون ذلك حتماً لازماً في دينهم، ودِيناً مفروضاً عليهم، وما فعلوا ذلك إلا عن بصيرة واستبصار بكتاب الله وسنة رسول الله ÷ الْمُجمع عليها، فبهداية ذلك اهتدوا، وعلى أثر أنواره ساروا، ولم يدينوا الله في دينهم بالعصبية والتقليد.
  ومن هنا فإنك لا تجد في كل ما يذهبون إليه في مذهبهم إلا ما حجته قائمة من الكتاب والسنة المتفق على صحتها بين الطرفين.
  وهذا بخلاف ما عليه بعض أهل المذاهب الأخرى، فإنهم قد بنوا مذاهبهم على التقليد الأعمى بغير عِلْمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منير، وتعصبوا على ذلك أشد التعصب، ورفضوا في سبيل ذلك أدلة الكتاب والسنن الواضحة.
  ومن هنا فإنك تجد مذاهبهم خليطاً من الخُرافات والمتناقضات والسخافات، وما إلى ذلك مما تستنكره الفطرة ويُقَبِّحه العقل، وتحكم ببطلانه البداهة والضرورة. وصدق الله العظيم: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج ٤٦].
  ولن يقبل تلك المذاهب إلَّا مَن كان مرتكس الفطرة، منكوس الفؤاد، أو مَن مسخ الله إنسانيته إلى الحيوانية المهينة، فجعله حماراً في صورة إنسان، أو حيواناً أرذل من الحمار.