اعتماد بعض رواة الحديث على مبغضي الإمام علي #
  وتدليلاً على ما قلنا، فإليك هذا المثال الذي تكتنفه أشنع القبائح من فوقه ومن تحته، وعن يمينه وعن شماله، ومن خلفه وأمامه:
  قالوا في توحيدهم(١): ما من طاعة ولا عصيان: من زناً ولواط، وكذب وزور، وكُفر وشرك، وباطل ولغو، وإثم وعدوان وظلم، وفسوق وعصيان، إلَّا والله - سبحانه وتعالى - هو الذي خلقه وأراده وشاءه وقضاه وقدَّرَه وتولاه وحده دون الإنسان ودون الشيطان.
  فبذلك نَزَّهوا الإنسان والشيطان، وقَدَّسُوهما عن فعل شيءٍ من ذلك أو إرادته ومشيئته، وحملوا كل تلك الفواحش على خالقهم، ولطخوا جلاله وعظمته بقبحها وشناعتها، {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً ٤٣ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} الآية [الإسراء]. وبناءً على هذا المذهب الخبيث ينبغي أن يكون التقديس والتسبيح للشيطان والإنسان، دون المجيد الرحمن!
  وبناءً على قواعد اللغة العربية التي نزل بلسانها القرآن العظيم - لو كان الأمر كما يقولون - كان ينبغي علينا أن نسمي الله جَلَّ شَأْنُهُ، وتعالى سلطانه، ونطلق عليه
(١) انظر على سبيل المثال كتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص (٩٠) والذي قدّم له عدَّةٌ من كبار السلفية المعاصرين، وكتاب الجوهرة الخالصة عن الشوائب للعلامة المتحرر الدامغاني ص (٥١ - ٥٥) الذي ربما طاف أكثر الأقطار الإسلامية في القرن السابع الهجري وعرف جميع المذاهب (إيجابياتها وسلبياتها) وتحدث عنها بتجرد عن العصبية، وأناخت به المطيُّ إلى الإشادة بمذهب الزيدية، وما هم عليه من العقائد السوية، وفي هامشه ذكر المصادر لمقالتهم الشنيعة في تقدير المعاصي من الله، فقال: انظر: الأشعري مقالات الإسلاميين (١/ ٣٢١)، الإبانة (٤٤ ... ٤٧)، إيثار الحق على الخلق (٢٤٧ - ٢٧١)، شرح العقيدة الطحاوية (١/ ٣٢١).