شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

زيادة توضيح في تخلف الأمة عن الالتحاق بركب أهل بيت نبيها À

صفحة 82 - الجزء 1

  فحاججت وخاصمت وتظلمت، فلم تجد لذلك أذناً صاغية، ثم ماتت رضوان الله عليها متلفعة بجلباب القهر، واجدة على من حرمها، غاضبة عليه؛ حتى أوصت بأن تدفن ليلاً، وأن لا يؤاذن بجنازتها فلان وفلان! وقُتِلَ خير الخلق بعد رسول الله ÷ عليٌّ # ظلماً في مسجده بعد معاناة شديدة وعداوات ظاهرة، وكذلك الحسن #، عانى من عداوة الأمة ما هو ظاهر ومشهور، ثم مات شهيداً بالسُّم.

  ثم بعد ذلك ما وقع بالحسين # وأهل بيته وأصحابه في كربلاء. وما نزل بأصحاب علي # وشيعته من القتل والتشريد في ولاية معاوية وما بعدها، ومن قبلُ ما لحق أبا ذر وعماراً وابن مسعود وغيرهم من الصالحين. فهذا حال أهل البيت الذين ضمهم الكساء، وقال في حقهم النبي ÷: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً».

  وهكذا كان حال أهل البيت - سلام الله عليهم - فيما بعدُ، وشرحُ شيءٍ من ذلك يطول، والغرض هنا هو الإشارة لا التفصيل.

  هذا، ومن نظر بعين الإنصاف واطّرح التعصب والاعتساف؛ متأملاً في الأحداث المتزامنة مع مرض رسول الله ÷ وحين وفاته - ظهر له أمور مقلقة بالنسبة لحقوق أهل بيت النبوة، وتعددت عنده النتائج والأحكام، والله المستعان، فمن ذلك:

  تباطؤُ الصحابة في تنفيذ جيش أسامة، حيث كان النبي ÷ قد أمر في مرضه أسامة بن زيد بالمسير إلى حيث قتل أبوه، وجعله ÷ أميراً في هذا المسير، وأمر ÷ كبارَ الصحابة بالمسير معه تحت إمارته وتحت رايته بما فيهم الشيخان