زيادة توضيح في تخلف الأمة عن الالتحاق بركب أهل بيت نبيها À
  أبو بكر وعمر(١)، فتباطأ الصحابة وتثاقلوا وتعللوا، تارة بالطعن في تأمير أسامة، وتارة بمرض النبي ÷ حتى غضب النبيُّ ÷ مما تعللوا به، وقال ÷: «إن أسامة لخليق بالإمارة ..» الحديث(٢). وكرر عليهم الأمر بتنفيذ جيش أسامة، فلم يلتفتوا إلى أمر النبي ÷ ولم يستجيبوا له(٣)، حتى قال
(١) قال في أنساب الأشراف للبلاذري (١/ ٤٧٤): وَكَانَ فِي جَيْشِ أُسَامَةَ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَوُجُوهٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُمْ، اهـ. وقال ابن الأثير في الكامل (٢/ ١٨٠): وَأَوْعَبَ مَعَ أُسَامَةَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ، مِنْهُمْ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. اهـ. وقال اليعقوبي في تاريخه دار صادر (٢/ ١١٣): وكان في الجيش أبو بكر وعمر. اهـ. وقال في شرح مقامات الحريري (١/ ٢٠٣) استشهاداً على ذلك ما لفظه: ولما دخل عبد الملك البصرة رأى إياسا وهو صبيّ، وخلفه أربعة من القرّاء أصحاب الطيالسة، وإياس يقدمهم، فقال عبد الملك: أفّ لهذه العثانين؛ أما فيهم شيخ يَقْدُمهم غير هذا الحدث! ثمّ التفت إليه، وقال: كم سنّك؟ فقال: سنّي - أطال الله بقاء الأمير - سنّ أسامة بن زيد بن حارثة حين ولّاه رسول الله ÷ جيشاً فيهم أبو بكر وعمر، اهـ.
(٢) انظر مغازي الواقدي (٣/ ١١١٩) و سيرة ابن هشام - ت السقا» (٢/ ٦٥٠) حيث قال: فَخَرَجَ عَاصِبًا رَأْسَهُ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ - وَقَدْ كَانَ النَّاسُ قَالُوا فِي إمْرَةِ أُسَامَةَ: أَمَّرَ غُلَامًا حَدَثًا عَلَى جِلَّةِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ -. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، أَنْفِذُوا بَعْثَ أُسَامَةَ، فَلَعَمْرِي لَئِنْ قُلْتُمْ فِي إمَارَتِهِ لَقَدْ قُلْتُمْ فِي إمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَإِنَّهُ لَخَلِيقٌ لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ أَبُوهُ لَخَلِيقًا لَهَا». قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ÷» اهـ. وانظر الطبقات الكبرى (٢/ ١٧١) وتاريخ الطبري (٣/ ١٨٦) وتاريخ دمشق (٢/ ٥١) والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم (٤/ ١٦).
(٣) قد ذكر في كثير من المصادر التاريخية والحديثية تشديد النبي ÷ في بعث جيش أسامة بألفاظ متعددة، قال في «مغازي الواقدي» (٣/ ١١٢١): وَرَسُولُ اللهِ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ مِن السّمَاءِ يَقُولُ: أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ! اهـ. وانظر سيرة ابن هشام - ت السقا (٢/ ٦٥٠) والطبقات الكبرى لابن سعد (٢/ ٢١٨) وتاريخ خليفة بن الخياط (١٠٠) وتاريخ دمشق لابن =