التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

أسئلة

صفحة 156 - الجزء 1

  ومنْهَا «مُذْ» و «مُنْذُ» ويجرَّانِ الأزمانَ، وهمَا يدلاَّنِ عَلَى معْنَى «مِنْ» إنْ كانَ مَا بعدَهمَا ماضياً، نحوُ: «مَا رَأَيْتُهُ مُذْ يَوْمِ الخَمِيسِ»، و «مَا كَلَّمْتُهُ مُنْذُ شَهْرٍ» ويكونانِ بمعْنَى «فِي» إنْ كانَ مَا بعدَهمَا حاضراً، نحوُ: «لا أُكَلِّمُهُ مُذْ يَوْمِنَا» و «لا أَلْقَاهُ مُنْذُ يَوْمِنَا».

  فإنْ وقعَ بعْدَ «مُذْ» أوْ «مُنْذُ» فِعْلٌ، أوْ كانَ الاسْمُ الذي بعدَه مرْفُوعاً فهمَا اسمانِ.

  قَالَ: وَأَمَّا مَا يُخْفَضُ بِالإِضَافَةِ، فَنَحْوَ قَوْلِكَ: «غُلاَمُ زَيْدٍ» وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ: مَا يُقَدَّرُ بِاللاَّمِ، وَمَا يُقَدَّرُ بِمِنْ؛ فَالَّذِي يُقَدَّرُ بِاللاَّمِ نَحْوُ «غُلامُ زَيْدٍ» وَالَّذِي يُقَدَّرُ بِمِنْ، نَحْوُ «ثَوْبُ خَزٍّ» وَ «بَابُ سَاجٍ» وَ «خَاتَمُ حَدِيدٍ».

  وَأقول: القِسْمُ الثَّانِي من المَخْفُوضاتِ: المَخْفُوضُ بالإضَافَةِ، وهُوَ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ: ذكَرَ المُؤلِّفُ منْهَا نوعينِ؛ الأوَّلُ: مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى «مِنْ». والثَّانِي: مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى اللامِ، والثَّالثُ: مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى «فِي».

  وأمَّا مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى «مِنْ» فضابِطُهُ: أن يكونَ المضافُ جزءاً وبعضاً مِن المضافِ إليْهِ، نحوُ: «جُبَّةُ صُوفٍ» فإنَّ الجُبَّةَ بعضُ الصّوفِ وجزءٌ منهُ، وكَذَلِكَ أمثْلِةُ المؤلِّفِ.

  وأمَّا مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى «فِي» فضابطُهُ: أن يكونَ المضافُ إليْهِ ظرفاً للمضافِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ} فإنَّ الليلَ ظرفٌ للمكرِ ووقتٌ يقعُ المكرُ فيهِ.

  وأمَّا مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى اللامِ؛ فكلُّ مَا لا يصلحُ فيهِ أحدُ النّوعينِ المذكورَيْنِ، نحوُ: «غُلاَمُ زَيْدٍ» و «حَصِيرُ المَسْجِدِ».