سورة الأنفال
  مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٧٥
  {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} وعد بالرزق الكريم مطلق فيرجى به الرزق في الدنيا والآخرة، وكانوا في أول الهجرة في إقلال وجوع فرزقهم الله من الغنائم والفيء.
  (٧٥) {وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ} من بعد هجرة الأولين الذين هاجروا قبل نزول قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ..} الآية فهؤلاء المتأخرون آمنوا وهاجروا قبل الفتح المسقط للهجرة من مكة؛ لأنها صارت بالفتح دار إسلام ولكنهم تأخروا عن أولئك الذين هاجروا من قبل نزول هذه الآيات فأولئك المتأخرون منكم في ولايتكم تتولونهم ويتولونكم لصدق إيمانهم وهجرتهم بدليل الجهاد معكم.
  {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} فالولاية بين المؤمنين المجاهدين لا تبطل الولاية بين أولي الأرحام منهم، بل أولو الأرحام من المؤمنين من المهاجرين والأنصار أولو الأرحام منهم بعضهم أولى ببعض؛ لأن سبب الولاية العامة للمؤمنين المجاهدين قد حصل لهم، واختص أولو الأرحام بسبب خاص هو الرحامة الانتساب الخاص إلى رحم وُلِدوا منها فهم أولى ببعضهم من سائر المؤمنين والمهاجرين {فِي كِتَابِ اللَّهِ} في حكم الله الذي كتبه، إما كتابة القرآن وإما كتابة إيجابه وحكمه الجازم، مثل: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}[البقرة: ٢١٦] {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}[البقرة: ١٨٣] {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ}[البقرة: ١٧٨].
  قال الشرفي في (المصابيح): «واحتج محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - À جميعاً - في كتابه إلى