سورة التوبة
  
  قال الشرفي في (المصابيح): «قال في (البرهان): براءةٌ نزلت برفع الأمان، ونزلت سنة تسع من الهجرة فأنفذها رسول الله ÷ مع أمير المؤمنين علي # في الموسم بعد ما سلمها إلى أبي بكر فاستردَّها منه بأمرٍ من الله ø نزل به جبريل # وقال: (لا يبلغها إلا أنت، أو رجل منك) فسلمها رسول الله ÷ إليه فقرأها أمير المؤمنين # في يوم النحر على جمرة العقبة وكان قدر ما قراه عشر آيات من أولها» انتهى.
  قال الشرفي: «ومثل هذا ذكرَ الإمام الناصر أحمد بن يحي عن أبيه الهادي إلى الحق ~ - ثم قال # ـ: وقد روت العامة هذا الخبر في رد أبي بكر، وإرسال علي ~ بالصحيفة في (مسند ابن أبي شيبة) وغيره، فلما كان يوم النحر واجتمع المشركون قام علي بن أبي طالب صلوات الله [عليه] عند جمرة العقبة فقال: (يا أيها الناس إني رسولُ [رسولِ] الله إليكم) وكان فيما روى أنه سمع أقصى الناس كما سمع أدناهم، فقالوا: بماذا أرسلك؟ فقرأ عليهم: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يقول: من كان بينه وبين رسول الله عهد فهو بريء منه» انتهى.
  قلت: في (مسند أحمد بن حنبل) [ج ١/ص ٣]: «حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال حدثنا وكيع قال قال إسرائيل: قال أبو إسحاق: عن زيد بن يثيع عن أبى بكر أن النبي ÷ بعثه ببراءة لأهل مكة: لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله ÷ مدة فأجله إلى مدته والله بريء من المشركين ورسوله، قال: فسار بها ثلاثاً، ثم قال لعلي ت: ألحقه فرد علي أبا بكر وبلِّغها أنت، قال: ففعل، قال: فلما قدم على النبي ÷ أبو بكر بكى، قال: يارسول الله حدث فيَّ شيء، قال: «ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني» انتهى.