سورة هود
  قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ١٧ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
  (١٧) {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} قلتم فيه: {افْتَرَاهُ} وهو على بينة من ربه بينت لَه أن القرآن هو الحق من الله {وَيَتْلُوهُ} يتبعه في أنه على بينة من ربه {شَاهِدٌ} بصدقه شهادة مبنية على بيِّنة من ربه، وهذا الشاهد هو الإمام علي # جعله الله لمحمد ÷ كما جعل لموسى هارون ردأً يصدقه، ويدل على أنه الشاهد قول الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}[الرعد: ٤٣] فقد دل على أن من عنده علم الكتاب شهيد بصدقه ÷ وعلي # هو الذي عنده علم الكتاب جملة وتفصيلاً.
  أما جملة: فعلمه أنه من الله، وأنه الحق يهدي إلى التي هي أقوم، ونحو هذا من صفاته جملة، وأما تفصيلاً: فلإحاطته بمعانية على التفصيل، أما دلالة الكفار على صدق شهادة علي # فهي سلوكه في اتباعه للنبي ÷ وجِدّه في نصرته، وصبره على تحمل الشدائد في ذلك في حال قلة المؤمنين وضعف حالهم، مما يدل على أنه على بصيرة من أمره، وبينة من ربه، ورسوخ في إيمانه، فهو شاهد لَه بالصدق؛ بعمله وتفانيه في نصرته، مع شهادته لَه بلسانه.
  وهذا مع الروايات الواردة في أنه # هو الشاهد، وفي أنه الذي عنده علم الكتاب: ففي (الدر المنثور) للسيوطي: «أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه.