التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة يوسف

صفحة 597 - الجزء 3

  اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ١٠٧ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ


  وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «هم قوم شبّهوا الله بخلقه فأشركوا من حيث لا يعلمون» انتهى.

  ومعنى هذا: أنهم يعبدون صورة يتوهمون أنها هي الله، وإيمان المؤمنين بالله حجة عليهم، وقد تكرر في القرآن الكريم الإحتجاج عليهم [انظر الآيات في سورة المؤمنين من آية ٤٧ إلى غاية آية ٨٨] وفي (سورة الزخرف): {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}⁣[آية: ٩] وإيمانُهم قد دلَّت الآية، على أنه قاصر عن الإيمان الذي يَبْعَثُ صاحبَه على العمل بما يدعو إليه فهو مجازي، بمعنى التصديق والإقرار بالله بقلوبهم وألسنتهم.

  (١٠٧) {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} {أَفَأَمِنُوا} أي المشركون مع إيمانهم بالله أن تأتيهم غاشية تغشاهم وتعمهم، وهي عذاب من عذاب الله العاجل في الدنيا {أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ} القيامة {بَغْتَةً} فجأة فلا تُقبَل منهم توبة {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} بقربها لم يشعروا إلا بمفاجأتها.

  (١٠٨) {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} {قُلْ} يا رسول الله {هَذِهِ سَبِيلِي} التي أسلكها وأمضي عليها لا أنحرف عنها {أَدْعُو} عبادَ الله {إِلَى اللَّهِ} ليؤمنوا به وينزهوه عن الشريك ويعبدوه وحده لا شريك له ويتَّقوه {وَسُبْحَانَ اللَّهِ} عما يصف المشركون {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} بل أنا بريء منهم.