سورة الحجر
  صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ٩٧ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ٩٨ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ٩٩
  وقيل: هم خمسة أهلكهم الله جميعاً قبل يوم بدر لاستهزائهم، كل منهم أصيب بمصيبة أهلكته، ذكر هذا الشرفي في (المصابيح) وتفصيل القصة في (حاشية الكشاف) تخريج أحاديثه.
  (٩٦) {الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} فأهلكهم الله لجمعهم بين الشرك والاستهزاء إما بالرسول ÷ وإما بما أُرسل به أو بعضه وفي إهلاكهم تقوية لرسول الله ÷ على الصدع بما أمر به، وقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} أي حين يرون العذاب يوم القيامة.
  (٩٧) {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ} لأنهم يكذبون بما أنزل الله وبالرسول وباليوم الآخر وذلك منكر عظيم يضيق به صدره ÷ أي يضيق بسببه لشدة الغم منه ومن مبالغتهم في التكذيب باستهزائهم.
  (٩٨) {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} إما نزهه وبعّده عن كل نقص تنزيهاً وتبعيداً مصحوباً بحمده، وإما سبحه بنفس الحمد فحمده تسبيح لَه؛ لأنه يدل عليه باللزوم.
  قال الشرفي في (المصابيح): «أي قل: سبحان الله وبحمده» انتهى.
  {وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} أي الذين يكثرون السجود، ويتكرر منهم على الدوام، والسجود يكون في الصلاة، ويكون في غيرها كسجود الشكر.
  (٩٩) {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} {وَاعْبُدْ رَبَّكَ} بالصلاة وبكل ما أمرت به فكله عبادة {حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} في (تفسير الإمام زيد #): «معناه: الموت» انتهى.