سورة النحل
سورة النحل
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ١ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ٢ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا
  تفسير (سورة النحل)
  وأكثر مواضيعها يظهر بها أنها (مكية) وفيها آيات يظهر أنها (مدنية) وقيل: «كلها مكية»
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} {أَتَى} قرب حتى كأن قد أتى مثل قد قامت الصلاة و {أَمْرُ اللَّهِ} القيامة فهي الأمر العظيم الذي يأتي به الله {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} لأنه أمر عظيم قريب ليس لكم فيه إلا الجزاء الأوفى، وليس فيه مرغب للمجرمين فيستعجلوه من أجله ماذا يستعجل منه المجرمون وهو آتٍ لا محالة {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} تكذيباً، كقولكم: {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[يونس: ٤٨].
  {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى} تنزَّه وارتفع شأنه {عَمَّا يُشْرِكُونَ} فشركاؤهم عاجزون لا يستطيعون موتاً ولا حياة ولا نشوراً، أما الله فسبحانه عن أن يقاس بهم، وتعالى عن أن يُقرَن بهم؛ لأنه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم فوعده بالقيامة حق وصدق.
  (٢) {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ} تشير هذه الآية إلى إثبات الرسالة وعلى القيامة وإلى التوحيد، فقوله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ} تثبت رسالةَ الملائكة ينزلهم الله إلى الرسل من الناس ينزل الله إليهم الملائكة فنزلت {بِالرُّوحِ} بحياة القلوب وحياة الدنيا والدين {مِنْ أَمْرِهِ} من وحيه بيان للروح، كقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا}[الشورى: ٥٢].