سورة النحل
  الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٢٨ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ٢٩ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا
  قال الشرفي في (المصابيح): «والمراد: أنهم يشمتون بهم؛ لأنهم كانوا يدعو [نـ] ـهم إلى الإيمان فلا يجيبون» انتهى.
  (٢٨) {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} أي تقبض الملائكة أرواحهم وهم على كفرهم لم يتوبوا فهم ظالمون لأنفسهم بذلك؛ لأنهم سببوا لعذابهم في الآخرة، وفي هذا دلالة على أن كفرهم فعلهم واقع منهم لأنهم لو لم يكونوا هم أوقعوه لما كانوا ظالمين لأنفسهم {فَأَلْقَوُا السَّلَمَ} أي استسلموا وانقادوا لهم وذلوا قالوا: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} لم يجدوا ملجأ إلا جحد ما عملوا، وهذا عند التوفي كقول الآخرين لما قالت لهم الملائكة فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض {بَلَى} ردٌّ لكلامهم أي بل عملتم سوءاً {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فلا يفيدكم جحده.
  (٢٩) {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} قالت لهم الملائكة {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ} طويت مدة مابين موتهم وبعثهم، كأنها لم تكن وكأن كلامهم لهم في الآخرة متصل بكلامهم لهم عند الموت وذلك لقصر المدة حيث لم يعلموا بعد موتهم بمرور السنين فلذلك وصل به في السياق، ولعل ذكر {أَبْوَابَ جَهَنَّمَ} لإفادة كثرة أهلها أو اختلاف عذابهم في شدته على قدر اختلاف سببه {فَلَبِئْسَ مَثْوَى} أي مستقر