التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة النحل

صفحة 184 - الجزء 4

  الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ٢٧


  وقوله تعالى: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} أي فسقط فوقهم سقف بنيانهم {وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ} العاجل {مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} مفاجئاً لهم من يحث لا يعلمون لأنهم لم يكونوا يتوقعون سقوطه عليهم.

  قال الشرفي في (المصابيح): «قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة #: وكان نمرود هذا معاصراً لإبراهيم # وهو الذي حاجّ إبراهيم في ربه تعالى، فلما غيّر الله ما به وفارقه إبراهيم # مهاجراً إلى ربه أتى الله ø بنيانهم هذا العظيم من القواعد في يوم غيم ومطر وفي برد ورياح، جمعهم بذلك من كل ناحية تدبير الله تعالى إلى ملجأهم هذا الذي اتخذوه من دونه سبحانه عناداً، فخرّ عليهم السقف من فوقهم، التأكيد لكونهم تحته إذ قد تسقط - في الأم سقط - بنيان القوم فلا يكونون تحته، فيقال: انهدم عليهم بنيانهم، ولا يقال: من فوقهم حتى يكونوا تحته فتأمل»! انتهى.

  (٢٧) {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ} {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي بعد عذابهم العاجل {يُخْزِيهِمْ} يهينهم ويفضحهم ويذلهم {وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ} بزعمكم مالهم لا يدفعون عنكم {الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ} من الشقاق {فِيهِمْ} أي من أجلهم فلم يعرفوا لكم مشاقتي فيهم ولم يكافئوكم عليها وهذا توبيخ للمشركين شديد {قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} في الدنيا فعملوا بعلمهم واستعدوا ليوم القيامة {إِنَّ الْخِزْيَ} الذلة والهوان والفضيحة {الْيَوْمَ وَالسُّوءَ} العذاب {عَلَى الْكَافِرِينَ}.