التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الإسراء

صفحة 345 - الجزء 4

  عَلَيْنَا وَكِيلًا ٨٦ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ٨٧ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا


  وهذا هو الراجح: أن اليهود سألوا رسول الله ÷ عن الروح الذي يحيى به الناس وغيرهم من الحيوان ما هو؟ أي سألوه عن حقيقته، فقال تعالى لنبيئه ÷: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} من شأن ربي، والأمر هنا واحد الأمور وأضافه إلى الله، لأنه هو الذي أنشأه وهو الذي يعلم حقيقته لا نحن.

  {وَمَا أُوتِيتُمْ} الخطاب إما لأهل الكتاب، وإما عام للناس كلهم، أي ما آتاكم الله {مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} بالنسبة إلى مالم يؤتكم، وهذا القليل خير كثير نحمد الله على ما آتانا منه فهو نعمة كبرى امتاز بها الإنسان وتفاضل فيها، وفضل على سائر الحيوان، واستطاع بها أن يدخل الجنة وينجو من النار.

  (٨٦) {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً} {وَلَئِنْ شِئْنَا} لكن لا نشاء {لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} من القرآن وغيره لنأخذنهن حتى لا يبقى عند أحد منكم لا قليل ولا كثير {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ} أي بما أوحينا إليك أي بالمطالبة به واسترجاعه {عَلَيْنَا وَكِيلاً} تكل إليه هذا المهمة فيقوم بها ويسترجع لك ما فات لو شئنا ذلك.

  (٨٧) {إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا} لكن رحمة من ربك حفظه لك ولم يذهب به ولن يذهب به {إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا} إن فضله عليك بما أوحى إليك وبحفظه لك وبكل أنعمه عليك كان عليك كبيراً فضلاً كبيراً وإنعاماً عظيماً.