التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الإسراء

صفحة 344 - الجزء 4

  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ٨٥ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ


  فحاصل المعنى: قل يا رسول الله: كل مكلف يعمل على طريقته التي اختارها لنفسه من حق أو باطل {فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً} وهو الْمُجازي بما عملوا، فهي من التهديد بالنسبة لأهل الباطل، كقوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}⁣[فصلت: ٤٠] وكقوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا ..} الآية [الكهف: ٢٩].

  وقوله تعالى: {بِمَنْ هُوَ أَهْدَى} يفيد: إحاطة علمه بالمهتدي وبالأهدى، والأهدى: رسول الله ÷، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وسائر أهل الكساء، ثم أئمة الهدى $ أجمعين.

  (٨٥) {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} قال الشرفي في (المصابيح): «قال الإمام أحمد بن يحيى #: والروح عندنا على معنيين:

  أحدهما: جبريل #، وقد قال غيرنا: إنه ملك أعظم من جبريل، ونحن نقول: إنه جبريل #، لقول الله ø: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ۝ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ۝ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}⁣[الشعراء: ١٩٣ - ١٩٥] والذي كان ينزل عليه بالوحي فهو جبريل # دون غيره.

  والروح الأخر: فهو الروح الذي تقوم به الأبدان، وهو قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}⁣[الإسراء: ٨٥] ولم يفسره» انتهى.