سورة الكهف
سورة الكهف
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ١ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ
  تفسير (سورة الكهف)
  حكى الشرفي في (المصابيح): «عن ابن عباس: أنها مكية إلا آيتين
  وعن قتادة: أنها مكية» انتهى.
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} أي القرآن، حكى الشرفي في (المصابيح): «عن المرتضى بن الهادي @ أنه قال: معنى {الْحَمْدُ لِلَّهِ} فهو الحمد والثناء على الله بما أولى، ومعنى {الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} وعبده فهو محمد ÷ والكتاب [فهو] الذي فيه النور والشفاء والحق والهدى وجميع ما يحتاج إليه من حلال وحرام ونازلة من نوازل الأيام» انتهى.
  فلله الحمد يستحقه لنعمته علينا بهذا الكتاب، فالكلام مسوق لبيان أن الكتاب هذا نعمة من الله بذكر استحقاقه للحمد عليه ولذلك فعلينا أن نستمعه ونتفهم معانيه ونتمسك به.
  {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} فسّروه: بأنه تعالى لم يجعل في القرآن عوجاً، وهو مشكل؛ لأن التعبير فيما أرى لو أريد ذلك: لم يجعل فيه عوجاً كقوله تعالى: {لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجًا}[طه: ١٠٧].
  فأما بـ (اللام) فقد استعمل في قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لاَ عِوَجَ لَهُ}[طه: ١٠٨] وليس معناه: نفي العوج عن الداعي بل عن المدعوين.