سورة الكهف
  وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ٢٦ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ٢٧ وَاصْبِرْ
  (٢٦) {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} {قُلِ} يا رسول الله هذا البيان لمدة لبثهم هو الحق؛ لأنه من الله وهو {أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} فلا التفات إلى ما خالفه ولا سماع له؛ لأنه خلاف خبر الله الذي {لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لأنه خالق السموات والأرض وما فيهما ما هو مشاهد لنا وما هو غيب عنا فهو ملكه، ولذلك فهو القائم عليه المدبر لأموره، فكيف يغفل عنه وهو يرى ويسمع كل ذلك؟!
  وقوله تعالى: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} دلالة على إحاطة رؤيته بكل خفي وكل ظاهر وكل كبير وصغير لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وإحاطة سمعه بكل صوت وكل سر.
  وفي (مجموع الإمام القاسم #) في كتاب (العدل والتوحيد ونفي التشبيه عن الله الواحد الحميد) [ص ٦١/خ]: وأما قوله: {سَمِيعٌ بَصِيرٌ}[الحج: ٦١] فمعنى ذلك: أنها لا تخفى عليه الأصوات ولا اللهوات ولا غيرها من الأعيان، أين كانت وحيث كانت في ظلمات الأرض والبر والبحر، ليس يعني: أنه سميع بصير بجوارح أو شيء سواه» انتهى.
  وفي كلام الإمام الهادي # في كتاب (الديانة) وهي من (المجموعة الفاخرة) [ص ١٥٥]: «{وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى: ١١] ليس سمعه غيره ولا بصر سواه، ولا السمع غير البصر، ولا البصر غير السمع، ولا يوصف بسمع كأسماع المخلوقين، ولا ببصر كأبصارهم - تعالى الله عن ذلك -