التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة طه

صفحة 552 - الجزء 4

  وَنَخْزَى ١٣٤ قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى ١٣٥


  وقصة موسى وفرعون، وهم يعلمون أن محمداً أمي لا يقرأ الخط ولم يدرس؛ لأنه في بلد الأميّين نشأ حتى نزل الوحي، فدل إتيان ما في الصحف الأولى على أنه من الله أوحاه إلى عبده محمد ÷.

  (١٣٤) {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ} أي قومك الجاحدون فهم كانوا في ضلال مبين، في حروب وأنواع من الظلم والفساد والشرك، فهم في أمس الحاجة إلى نذير من الله ينقذهم من الضلالة {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ} أي من قبل القرآن {لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ} الدالة على صدق الرسول، وجميع آياتك {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ} بالعذاب {وَنَخْزَى} به أي نفتضح بنزول العذاب علينا، العاجل الذي يعلمه الناس كما علموا بعذاب الأمم الأولى، فقد زالت علتهم وانقطعت حجتهم بهذا القرآن.

  (١٣٥) {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى} {قُلْ} يا رسول الله {كُلٌّ} مني ومنكم {مُتَرَبِّصٌ} لموتي {فَتَرَبَّصُوا} تهديد مثل: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}⁣[فصلت: ٤٠] لأنهم يتربصون أن يموت الرسول ÷ فتنتهى دعوته، كما قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ۝ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ}⁣[الطور: ٣٠ - ٣١].

  {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى} فستعلمون حين ترون العذاب {مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ} الذي لاعوج فيه