سورة الأنبياء
  
  قال الشرفي: قال في (البرهان): «يعني كل حيوان يدب على الأرض أو يتحرك بشيء من الأشجار من الماء، وجعل حياته منه وحفظ صحته» انتهى.
  وقوله تعالى: {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} أي أفلا يؤمنون بالله وقدرته على كل شيء وعلمه بكل شيء، وهذه آياته الكونية تدل عليه وآياته القرآنية تدل عقولهم عليها، أفبعد هذا لا يؤمنون ينكر عليهم ترك الإيمان به بعد وضوح الدلائل عليه.
  (٣١) {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} {رَوَاسِيَ} أي جبالاً رواسي ثابتة في أماكنها، وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «فالرواسي: الجبال الثوابت» انتهى.
  وقوله: {أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ} أي لتحفظها الجبال الرواسي من الميَدَان أي من التحرك حركة اضطراب وتزلزل، قال في (لسان العرب): «وقال أبو العباس في قوله: {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ}[النحل: ١٥] فقال: تحرك بكم وتزلزل» انتهى.
  وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا} في (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه مسالك، واحدها: فج» انتهى، والضمير هنا للجبال تتخللها الفجاج لتكون {سُبُلًا} قال في (الصحاح): «الفج: الطريق الواسع بين الجبلين» انتهى.
  والفج قد يكون في الجبل إذا كان فيه منخفض منه متسع بين مرتفعين فلذا جوزت أن الضمير للجبال؛ لأن الفج فيها أو بينها إذا كان بين جبلين، وكلام الإمام زيد # يعمهما، ويحتمل: أن الضمير للأرض كقوله تعالى: {لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجًا}[نوح: ٠] والراجح هنا: هو الأول، ليدل على الآية في خلق الجبال تتخللها الفجاج التي تصير سبلاً؛ لأن الجبال لو اتصل بعضها ببعض وكانت أعاليها مرتفعة كلها على شكل واحد لتعسَّر الخروج