سورة الأنبياء
  
  وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه: العز والسلطان» انتهى، فعزه وسلطانه تعالى على الماء، بولايته عليه ونفوذ أمره فيه.
  وقد حكى الشرفي في (المصابيح): «عن الهادي يحيى بن الحسين # تفسيراً لقول الله تعالى: {كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} وحكى فيه عن أمير المؤمنين علي # أنه قال: فلما خلق الله تبارك الله وتعالى الماء والرياح أوحى [إلى] الرياح بأن [تقصف] تصقف [كذا] وتهيج غوارب الماء وأمواجه فهيجت أمواجه وزعزعت ساكنه فارتعدت غواربه فتراكم زبده وعظم أمره، ثم أوحى الله إلى النار فأحرقت ذلك الزبد فثار منه دخان فصعد في الهواء وبقي حراقة الزبد على ظهر الماء حفا [لعل الصواب: جفاء بجيم وفاء وهمزة - تمت منه] فخلق الله تبارك وتعالى الأرض من تلك الحُراقة حُراقة الزبد وخلق السموات من ذلك الدخان كما قال سبحانه: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}[فصلت: ١١].
  فقد يمكن أن يكون معنى قوله: {فَفَتَقْنَاهُمَا} هو ميّزناهما من أصل واحد وخلقناهما فجعلنا السماء من دخان ذلك الشيء والأرض من حثالته، وهذا عندي من أحسن ما أرى فيه من القول والله سبحانه [أعلم] وبذلك أحكم ولا أتوهم أنه يصح قول خلاف هذا يثبت [في نسخة (المصابيح) خالية من النقط، والراجح: أنه غلط، وأن الصواب: يثبت] على المطالبة ويمكن في المناظرة» انتهى.
  قلت: لعله نظر إلى قول الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}[فصلت: ١١] فرأى أن هذا التفسير هو الذي يوافقها، فأما قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} أي خلقنا من الماء كل شيء حي، أي كل دابة، وكل طائر، وكل سمك، ويحتمل: عموم الآية للشجر أو جعل أصل كل شيء حي الماء.