سورة الأنبياء
  وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ٨١ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ
  والدروع التي يصنعها داود من الحديد: حلق مسرودة كالسلوس، بمقدار متوسط بين أن تكون غليظة أو رقيقة لتحفظ لابسها ولا تثقل عليه أكثر من ثقل هذه الدروع.
  قال الشرفي في (المصابيح): «كانت صفائح فهو [أي داود] أول من سردها» انتهى المراد، وقوله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} أي نعم الله عليكم، ومنها هذه الدروع أو نعمة الله عليكم بهذه الدروع.
  (٨١) {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} أي وسخرنا لسليمان الريح فهو عطف على قوله تعالى: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ} وقوله تعالى {عَاصِفَةً} أي قوية بحيث تحمل سليمان وجنده.
  وقوله: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ} أي بأمر سليمان {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} أرض (فلسطين) ويقال: (الشام) وهو اسم جامع: لـ (سوريا) و (الأردن) و (فلسطين). وقال الشرفي في (المصابيح): «{إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} وهي أرض بيت المقدس وغيره من البلاد المباركة بكثرة الأنبياء والخصب والسعة» انتهى المراد.
  وقوله تعالى: {وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} علمه تعالى بكل شيء يدل عليه حسن تدبيره للأنبياء $ بما مرّ ذكره كما هو دليل على قدرته تعالى، فقال تعالى: {وَكُنَّا فَاعِلِينَ} وهنا قال: {وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} لدلالة تدبيره على علمه تعالى بكل شيء.