سورة الأنبياء
  فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ١٠٩ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ١١٠ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ١١١ قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ١١٢
  (١٠٨) {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {قُلْ} يا رسول الله للمشركين {إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} لا غير هذا مما يخالفه {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} فهل أنتم مسلمون وجوهكم لله تعبدونه وحده، فإنه لا دين لله خلاف هذا.
  (١٠٩) {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} {فَإِنْ تَوَلَّوْا} عن دعوتك لهم إلى إسلام أنفسهم لله {فَقُلْ} لهم: {آَذَنْتُكُمْ} أي أعلمتكم، كما قال الشاعر:
  آذنتنا ببينها أسماء ... رُب ثاوٍ يُمل منه الثَّواء
  يعني: أعلمتكم {عَلَى سَوَاءٍ} أي كلكم قويكم وضعيفكم، وغنيكم وفقيركم، فقد أعلمتكم ما توعدون، ولم يبق لكم عذر {وَإِنْ أَدْرِي} أي لا أدري {أَقَرِيبٌ} ما توعدون من العذاب {أَمْ بَعِيدٌ} وهذا لأن القرب والبعد إضافي، ولعل المراد: إن أدري أقريب يعجل في الدنيا أم بعيد يؤجل في الآخرة فهو بعيد بالنسبة إلى الدنيا.
  (١١٠) {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ} {إِنَّهُ} أي الله {يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ} ومنه جهركم بالكفر والتكذيب بآيات الله أيها الكافرون {وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ} سواء في صدوركم أو عن الرسول ÷ والمسلمين فهو مجازيكم عليه كله.