سورة الأنبياء
  
  (١١١) {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} {لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ} لعل تأخير ما توعدون، وهذا التأخير قد فهم من قوله: {أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} {لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ} اختبار لكم أو إمهال تزدادون فيه إثماً {وَمَتَاعٌ} لكم {إِلَى حِينٍ} أي إلى أجل محدود، ثم يأتي ما أنذرتكم أو ينقطع المتاع إلى غير رجعه.
  (١١٢) {قُل رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} {قُل} يا رسول الله على قراءة: {قُل} بضم (القاف) أمر بالقول، وعلى قراءة {قَالَ} أي قال الرسول: {رَبِّ احْكُمْ} بيني وبين قومي {بِالْحَقِّ} أو احكم بيني وبين من كذبني من قومي أو من غيرهم، وحكمه سبحانه حق، وإنما هو وصف لحكم الله أنه بالحق، أي قيد واقعي فكأنه قال: احكم بحكمك الذي هو حق، وكأن هذا الدعاء يُسمِع به قومه، ولذلك عطف عليه خطابهم بقوله: {وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} فقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فأبيتم إلا التكذيب والإستهزاء.
  {وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ} هو الذي نستعينه {عَلَى مَا تَصِفُونَ} من أقاويلكم الباطلة، فرحمته لنا بإعانتنا على الصبر، وبالتعجيل للنصر هي التي نرجوها؛ لأنه قريب مجيب لدعوة الداعي، كيف لا وهو الذي أمره بهذا الدعاء؟! وبالله التوفيق.
  تمت (سورة الأنبياء) وتفسيرها بعون الله تعالى
  والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.