سورة الحج
  ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ٥ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ
  ينفك عنه وصفه الذي هو {أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ} الشيطان هذا أو كتب عليه جعل عليه سمة يعرف بها ولا تنفك عنه {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} ومعنى تولاه الشيطان: استحوذ عليه وسيطر عليه {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ} عن سبيل الله {وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} بدلاً من هداية الله له إلى الجنة فالتعبير بالهداية مشاكلة تقديرية مع لطف الجمع بين يضل ويهدي.
  (٥) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}.
  {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} خطاب للبشر كلهم لضرورة أن يعلموا بالبعث ويعرفوا دلائل قدرة الله تعالى على كل شيء {إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ} في شك وقلق من أن البعث سيكون، فهذه الآيات تفيد العلم اليقين بقدرة الله تعالى على البعث الذي هو إحياء الموتى وإخراجهم من القبور، وتدفع استبعاد ذلك {فَإِنَّا} أي فإن الله {خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} وذلك إما خلق آدم الذي