التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الحج

صفحة 7 - الجزء 5

  كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ٤ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ


  (٣) {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} {وَمِنَ النَّاسِ} عطف على الأمر بالتقوى، وذكر زلزلة الساعة وعذاب الله الشديد، فكأنه قيل: ومع أن الأمر كذلك من الناس من يجادل في الله بغير علم لا يستعد للآخرة ولا يتقي ربه {مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ} كانوا يجادلون في الله بجدالهم في قدرته وقياسهم لقدرة الله تعالى على قدرة المخلوق {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}⁣[يس: ٧٨] {وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا}⁣[الاسراء: ٤٩].

  وقوله تعالى: {بِغَيْرِ عِلْمٍ} لا يجادل بحجة يحصلها العلم إنما يجادل بالجهل، ومجرد الإستبعاد الذي لا يعتمد على علم {وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ} فأي شيطان دعاه إلى الباطل اتبعه سواء كان من شياطين الإنس أم من شياطين الجن، فيتبعه بلا حجة بل لهوى نفسه، وقوله: {مَرِيدٍ} قال الشرفي في (المصابيح): «أي عاتٍ خارج عن طاعة الله تعالى عارٍ عن الخير من قولهم: شجرة مرداء» انتهى.

  وفي (الصحاح): «والمارد: العاتي، وقد مَرُد الرجل بالضم مرادة فهو مارد ومريد» انتهى، وفي (مفردات الراغب): «والمارد والمريد من شياطين الجن والإنس المتعري من الخيرات من قولهم: شجر مرد إذا تعرى من الورق» انتهى.

  (٤) {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} {كُتِبَ عَلَيْهِ} أي على الشيطان المذكور كتب عليه، حُكِمَ عليه حتى لا