سورة الفرقان
  
  (٧٧) {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} {قُلْ} يا رسول الله للكفار {مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي} ما يبالي بكم في إرساله إليكم الرسول وإنزاله القرآن بما فيه من الآيات البينات والمواعظ وذكر الجنة ونعيمها وغير ذلك {لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} لولا دعاؤه لكم إلى ما هو خير لكم الذي تقوم به الحجة عليكم إن كفرتم وتسعدون به إن آمنتم {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} الداعي والدعاءَ {فَسَوْفَ يَكُونُ} تكذيبكم {لِزَامًا} لكم لا ينفك عنكم أبداً، كقوله تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}[الإسراء: ١٣].
  قال الشرفي في (المصابيح): «قال الحسين بن القاسم #: يريد لا يعبأ بهم لولا دعاؤه لهم إلى ما هو خير لهم - ثم قال فيما حكاه عن الحسين بن القاسم # -: والعرب تقول: فلان أحمق لا يعبأ به ولا يلتفت إليه ولا يحفل به، ثم قال تعالى: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} هذا الدعاءَ الذي أتاكم من الله {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} أي لزاماً لكم وعقوبة ونقمة تحل بكم» انتهى، ونحوه حكاه عن المرتضى #، وفسّر اللزام بلزوم التنكيل لهم برفضهم لدعوة الله تعالى.
  تم تفسير (سورة الفرقان) والحمد لله رب العالمين