سورة الشعراء
  يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ٣٧ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ٣٨ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ ٣٩ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ٤٠ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ
  وقوله: {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} أي فماذا تأمرون به بناء على أنه ساحر، فهل يأمرون بقتل من يزعمون أنه ساحر، فالقتل عندهم لم يكن بعيداً لولا أن الله تعالى صرفهم.
  (٣٦ - ٣٧) {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ} {أَرْجِهْ} في (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه: أخره» انتهى. وقال (صاحب الصحاح): «أرجيت الأمر: أخّرته يهمز ولا يهمز» انتهى.
  أي أخره وأخاه لا تقتلهما وابعث {حَاشِرِينَ} يحشرون إليك السحرة، قال الراغب: «الحشر إخراج الجماعة عن مقرهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها» انتهى، وهذا طمع في أن يظهروا سحرهم ثم يدعي فرعون أنهم غلبوا موسى وأن سحرهم أعظم من سحره بزعم فرعون.
  (٢٨) {فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} قال الشرفي في (المصابيح): «والميقات: ما وقّت به أي حدد من زمان أو مكان ومنه مواقيت الإحرام» انتهى. فالمعنى: جمع السحرة لوقت الموعد المحدد وهو ضحى يوم الزينة.
  (٣٩ - ٤٠) {وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} {مُجْتَمِعُونَ} أي في محل الموعد المذكور لعلنا نتبع السحرة أطمعوهم في أن تكون السحرة هم الغالبين ليجتمعوا.